تارك الصلاة تكاسلا يجري عليه حكم فسقة المسلمين
توفي والدي، وكان لا يصلي إلا الجمعة ومعظم الصلوات في رمضان، ولكن عندما توفي كان وجهه مبشرا، لأنه كان رحيما في تجارته، يقول ابن سيرين في كتاب تفسير الأحلام: وأما الكافر الميت إذا رئي في أحسن حال دل ذلك على أمر عقبه، ولم يدل على حسن حاله عند الله، فهل هذا الكلام ينطبق على أبي، إذ نراه في المنام طيبا وجميلا ومبشرا بالخير؟ والأغرب أنه يطلب منا الزيادة في الدعاء، وذكر في رؤية أنه كان يعذب لتركه الصلاة، ولكن عندما دعا له أحد أخرجه الله من النار إلى الجنة، فهل أبي ممن ينطبق عليه هذا القول؟ وهل الميراث الذي يرثه أولاده المسلمون حلال أم حرام؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فتارك الصلاة إن كان تركها جحودا وإنكاراً لها، فهذا كفر مخرج من الملة إجماعا ـ والعياذ بالله ـ وأما إن كان تركها تكاسلا مع اعتقاد فرضيتها، فأكثر الفقهاء على أنه فاسق مرتكب لكبيرة وليس بكافر خارج من الملة، وبالتالي، فإنه إذا مات جرى عليه حكم فسقة المسلمين فيكفن ويصلى عليه ويرث ويورث، ويتأكد هذا إن كان يصلي أحيانا ويترك أحيانا كحال والدكم المذكور، وفي الحديث: خمس صلوات كتبهن الله على العباد، من أتى بهن لم يضيع من حقهن شيئاً استخفافاً بحقهن كان له عند الله عهد أن يدخله الجنة، ومن لم يأت بهن جاء وليس له عند الله عهد ـ إن شاء عذبه وإن شاء أدخله الجنة. رواه مالك وأحمد وأبو داودوالنسائي وابن ماجه وصححه الألباني.
أما عن الرؤيا المذكورة، أو ما رأيتموه من حال والدكم عند موته: فإنه لا ينبني عليها حكم، والمطلوب منكم أن تكثروا من الدعاء والاستغفار لوالدكم، باعتباره مسلما ولا تلتفتوا إلى الظنون.
والله أعلم.
- التصنيف:
- المصدر: