ماحكم العمرة للمرأة بدون محرم؟

خروج المرأة للسفر بلا محرم هذا لا يجوز، ومن الأسفار سفر الحج والعمرة، وهذه المسألة مما وقع فيها خلاف يتعلق بالسفر في الحج والعمرة والأظهر من عموم الأدلة أن المرأة لا تخرج بدون محرم، ولا يجب عليها حج ولا عمره إلا عند الاستطاعة، والمحرم شرط من شروط الاستطاعة، ثم هو في الحقيقة شرط  وجوب وليس شرط لزوم على الصحيح، والنبي عليه الصلاة والسلام كما في الصحيح عن ابن عباس، لما قال ذلك الرجل: إني اكتتبت في غزوة كذا وكذا وأن امرأتي خرجت لحاجه، فقال: «انطلق فحج مع امرأتك» (1). فدل على عدم جواز سفر المرأة بدون محرم لخصوص هذه القصة، بل جاء رواية الدارقطني «لا تحجن امرأة إلا مع ذي محرم» (2). وهذه الرواية في ثبوتها نظر لكن كما قال ابن المنذر رحمه الله: “اشترطوا شروطًا فشرط ما نص عليه النبي صلى الله عليه وسلم أولى أن يذكر” يعني حين ذكر الفقهاء شروطًا في هذا وقيدوا نصوص، وما شرطه النبي عليه الصلاة والسلام أولى بأن يقدم بل الواجب تقديمه، والمرأة إذا أرادت الحج أو العمرة ومامنعها هو عدم وجود محرم امتثالًا لأمر الله تعالى ثم رسوله عليه الصلاة والسلام، فإنه يكتب لها بنيتها مثل سائر أعمال الخير التي ينويها العبد، ولا يتيسر له تحصيلها مع اجتهاده وصدق نيته.

_______________________________________________________

(1) أخرجه البخاري (3006) ومسلم (1344).

(2 ) أخرجه الدارقطني (2440).