حكم من قدم شهادة خبرة ست سنوات للعمل وليس لديه سوى خبرة عام واحد
عبد المحسن بن عبد الله الزامل
- التصنيفات: فقه المعاملات -
شخص يحمل شهادًة جامعية وله خبرة في مجاله سنة واحدة، فاستخرج شهادة خبرة من شركة أخرى ست سنوات وقدمها إلى عمل في شركة واجتاز كل الاختبارات فهل هذه الأموال أو الراتب يعتبر حرام؟
هذا غش وتدليس ومن غش فليس منا (1)، والواجب على المسلم أن ينصح قال عليه الصلاة والسلام «صحيح مسلم من حديث تميم الداري، وجاء منحديث أبي هريرة عند الترمذي (3) ومن حديث ابن عباس عند أحمد (4)، وكذلك حديث جرير « » (5)، ومن النصح لكل مسلم أن تنصح لإخوانك، يعني حينما تقدم على عمل فيجب عليك تبين الواقع، وهذا أبرك لك في رزقك وأبرك لك في عملك، لكن مادام أن العبد ندم وتاب وقدم هذه الشهادة على أنها ست سنوات، لكن وضع له اختبار ليتبين به صحة هذه الشهادة فاجتاز، لأن هذه الشهادة المقصود منها هو بيان معرفته وإتقانه للعمل، ومادام أنه يؤدي العمل الذي طلب منه على الوجه المطلوب فلا بأس، فالمقصود هو أن يحقق لهم المراد في إنجاز العمل وإتقان العمل، لكن لا يجوز ابتداءً للإنسان أن يقع في هذا أبدا، لكن إذا كان شيء وقع ثم تاب فمن تاب تاب الله عليه، ولهذا قال الله سبحانه وتعالى: {وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ} [سورة البقرة: 279]. فمن تاب من بعض الأمور، وكان قد اكتسب أموالًا، فمن أهل العلم من يرى أن توبته تنعطف على ما سبق، وخاصة إذا لم يكن فيها غصب ولا ظلم، إنما أخذ مالًا برضا ذلك الطرف الآخر.
» (2). وهذا فيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) هو حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « » أخرجه مسلم رقم (104).
(2) هو حديث تميم الداري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «
» أخرجه مسلم رقم (56).(3) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «
» ثَلَاثَ مِرَارٍ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لِمَنْ؟ قَالَ: « ».أخرجه الترمذي رقم (1926)، قَالَ أَبُو عِيسَى: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.
(4) أخرجه أحمد في المسند رقم (3271).
(5) أخرجه البخاري، رقم (57)، ومسلم رقم (56).