القرض السكني ومسألة الجبر
خالد عبد المنعم الرفاعي
- التصنيفات: أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة - الربا والفوائد -
السَّلام عليْكم ورحْمة الله وبركاته
أشكرُكم على هذا الموقع الهادِف، وعلى حُسْن ردِّكم على رسائِل النَّاس الَّتي تنوِّر طريقَهم، وسؤالاي هما كالتَّالي:
ما حكم مَن يقترض من البنك قصد شراء مسكن للعائلة؟
هل نحن البشر مسيَّرون أو مخيَّرون؟
الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبِه ومَن والاه، أمَّا بعدُ:
فقد سبق حكم الاقتراض من البنك لشراء سكن في الفتاوى: "هل القروض الربوية حلال في هذه الظروف؟"، "حكم الاقتراض من البنك لبناء بيت"، "شراء البيوت في أمريكا عن طريق البنك".
أمَّا كون البشر مسيَّرين أم مخيرين، فاعلمي أنَّهم مسيَّرون ومخيَّرون: مسيَّرون لأنَّهم لا يخرجون بشيءٍ من أعمالِهم كلّها عن قدرة الله - تعالى - ومشيئتِه، ومخيَّرون في أفعالهم من خير أو شرٍّ، ولم يُكرهْهُم أحدٌ على انتهاج هذا المسلك أو ذاك، وقد سُئِل - صلَّى الله عليه وسلَّم - عن مسألة القدر وما يعمل النَّاس فيه: أهو أمرٌ قد قُضِي وفرغ منه أم أمر مستأنف؟ فقال: « »، فقالوا: ففيمَ العمل؟ فقال: « » الحديث؛ رواه مسلم.
وعن علي - رضي الله عنه – قال: "كان النبي - صلى الله عليه وسلم - في جنازة، فأخذ شيئًا فجعل ينكت به الأرض، فقال: « » قالوا: يا رسول الله أفلا نتكل على كتابنا وندع العمل؟ قال: « »؛ ثم قرأ: {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى* فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى* وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى* وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى* فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى} [الليل:5-10]؛ متفق عليه.
وراجعي للأهميَّة فتوى: "شبهات"،،
والله أعلم.