سجد سجدةَ التِّلاوة قبْل أن يقْرأها
خالد عبد المنعم الرفاعي
- التصنيفات: فقه الصلاة -
سألني أحدُ الأصدِقاء عن صلاتِه الَّتي صلاَّها وراء إمام سجد سجدةَ التِّلاوة قبْل أن يقْرأها؛ لأنَّه اعتقد أنَّ السَّجدة هنا فسجد، وسجد مَن وراءَه، فما حُكْم الشَّرع؟
الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبِه ومَن والاه، أمَّا بعدُ:
فإنْ كان الحالُ كما تقولُ، فلا شيءَ على الإمام المذْكور؛ لأنَّ الظَّاهر أنَّه سجد عن طريقِ الخطأ أو النِّسْيان، وهو ممَّا رفعه الله على عبادِه؛ فعنِ ابن عبَّاس عن النَّبيِّ - صلَّى الله عليْه وسلَّم - قال: « »؛ رواه ابنُ ماجه، وصحَّحه الألباني.
وروى مُسلمٌ عنِ ابن عبَّاس: "أنزل الله - تعالى -: {لاَ يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا} قال تعالى: قد فعلت، {رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْراً كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا} قال: قد فعلت، {وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلانَا} [البقرة: 286] قال: قد فعلت".
وكذلك الحال بالنِّسبة للمأمومين، إلاَّ أنَّه كان ينبغي عليْهِم لو علِموا خطَأَهم - سواءٌ في الصَّلاة أم بعد التَّسليم - أن ينبهوا الإمام ويسجُدوا للسَّهو، أمَّا إذا مضى وقتٌ طويل عادةً، فيسقط عنْهم سجود السَّهو،، والله أعلم.