صلاة التهجد
ماهي كيفية صلاة التهجد؟
صلاة التهجد تبدأ من صلاة العشاء إلى طلوع الفجر، وأفضلها ما كانت في الثلث الآخر من الليل، وقت النزول الإلهي وثبت في الصحيح من حديث عائشة أنه -عليه الصلاة والسلام- « » (البخاري:1147)، وثبت في الحديث الصحيح: أن « » (البخاري:472)، يعني يسلم من كل ركعتين وأمّا التحديد بعدد معين كما جاء في حديث عائشة فلاشك أن الاقتداء به -عليه الصلاة والسلام- كمًّا وكيفًا هو الأصل فمن أراد أن يقتصر على الإحدى عشرة ركعة فإنه يقتدي به في الكيف كما اقتدى به في الكم، وثبت عنه -عليه الصلاة والسلام- أنه صلى من الليل فقرأ البقرة ثم النساء ثم آل عمران خمسة أجزاء يعني لا تقل حالاً من الأحوال بالترتيل عن ساعتين وبالهذّ عن ساعة وهي ركعة واحدة والقيام جاء تقديره بالوقت لا بالعدد {يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ . قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا . نِّصْفَهُ أَوِ انقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا . أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا} [المزمل: ١ - ٤] فهو محدود بالوقت وجاء في أفضل القيام: أنّه قيام داود كان ينام نصف الليل ويقوم ثلثه ثم ينام سدسه، فالتحديد في نصوص الكتاب والسنة إنما جاء في المدة، ففرق بين من يصلي إحدى عشرة ركعة في ربع ساعة وبين من يصلي ثلاث ركعات مثلاً أو خمس ركعات في ساعة، هل نقول أن من صلى إحدى عشرة ركعة وما زاد عليها، أو اقتدى به -عليه الصلاة والسلام- في العدد أفضل ممن أطال القيام والقنوت وأطال السجود؟، وأقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد، والتحديد بهذا العدد الذي ذكرته عائشة -رضي الله عنها- وإن كان في الصحيح لكن هذا على حسب ما حفظت ورأت من فعله -عليه الصلاة والسلام- وإلا فقد ثبت عنه أنه صلى ثلاث عشرة (البخاري:1138)، وثبت أنه أطلق -عليه الصلاة والسلام- قال: « »، وجاء أيضًا في الحديث الصحيح: « » [مسلم:489]، فهذا يدل على عدم التحديد بعدد معين.
عبد الكريم بن عبد الله الخضير
عضو هيئة التدريس في قسم السنة وعلومها في كلية أصول الدين بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض وحاليا عضو هيئة كبار العلماء واللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء.
- التصنيف:
- المصدر: