مذاهب العلماء فيمن ‏جامع في يومين من رمضان، وهل ينقطع التتابع بفطره لمرض

منذ 2015-06-16
السؤال:

أرجو إجابتي على استفساراتي:‏ ‏علي قضاء من:‏
1-أيام لم أصمها في مراهقتي، قرابة ‏‏15 يوما.‏
‏2-من مجامعتي لزوجتي يومين في ‏رمضان، أريد قضاءهما، ولكن ‏بالصوم لا أستطيع؛ وذلك لأنني ‏أستخدم دواء ربما يستمر مدى ‏الحياة، كنت أستخدمه حبة كل 12 ‏ساعة، والآن حبة كل 24 ساعة، ‏ولكن مع أي ظهور للأعراض أضطر ‏لأخذ الدواء مرة أخرى، وكثيرا ما ‏تصادف ظهور الأعراض مرة أخرى ‏عند الإرهاق، وبداية صوم الشهر ‏الفضيل.‏
 

الإجابة:

الحمد لله، والصلاة والسلام على ‏نبينا محمد، وعلى آله، وصحبه، ‏ومن والاه، أما بعد:‏

فيجب عليك قضاء الأيام التي ذكرت ‏أنك لم تصمها، ولا يلزم في قضائها ‏التتابع، وما دمت تكتفي بحبة واحدة ‏في اليوم، فهذا يعني أنه يمكنك ‏الصيام، وتأخذها في غير وقت ‏الصيام، وإن طرأ ما ألجأك لتناولها ‏في الصيام، فلا حرج عليك، وتقضي ‏يوما مكانه.

وكذا تلزمك كفارتان عن اليومين ‏اللذين أفسدتهما بالجماع، وقال ‏بعض الفقهاء تلزمه كفارة واحدة، ‏والقول الأول هو الصحيح، وهو ‏المفتى به عندنا.

‏جاء في الموسوعة الفقهية: إذا ‏جامع في يومين من رمضان، ولم ‏يكفّر، فقد اختلف الفقهاء فيما يلزمه ‏بذلك، على قولين: القول الأوّل: ‏تلزمه كفّارتان، وإليه ذهب المالكيّة، ‏والشّافعيّة، وهو قول اللّيث، وابن ‏المنذر، وروي ذلك عن عطاءٍ ‏ومكحولٍ، واختاره القاضي، وأحمد ‏في أصحّ الرّوايتين عنه. وقد استدلّ ‏الجمهور بأنّ صوم كلّ يومٍ عبادة ‏منفردة، فإذا وجبت الكفّارة بإفساده، ‏لم تتداخل كفّاراتها، كرمضانين، ‏وكالحجّتين، وكالعمرتين.
القول الثّاني: تجزئه كفّارة واحدة، ‏وإليه ذهب الحنفيّة، وبه قال ‏الزهري، والأوزاعي ... اهــ.‏

والكفارة عن اليوم الواحد: عتق ‏رقبة، فإن لم تجد، فصيام شهرين ‏متتابعين، فإن لم تستطع، فإطعام ‏ستين مسكينا، وما دمت قادرا على ‏الصيام، فإنه لا يجوز لك الانتقال إلى ‏الإطعام.

وما ذكرته من أخذ حبة في ‏اليوم، لا يبرر الانتقال إلى الإطعام؛ ‏إذ يمكنك أخذ الحبة -كما ذكرنا- في ‏غير وقت الصيام. وإن مرضت أثناء ‏الصيام، واحتجت الدواء، فتناوله، ثم ‏صم اليوم الذي يليه، ولا ينقطع ‏التتابع بالفطر لأجل المرض.‏

جاء في فتاوى اللجنة الدائمة: من ‏صام كفارة الوطء في نهار رمضان، ‏ثم أفطر أثناء الصيام لمرض، فإنه ‏يتم فورا بعد الشفاء من المرض، ولا ‏ينقطع التتابع بفطره بسبب المرض؛ ‏لأنه معذور. اهــ.‏
والله أعلم.

  • 1
  • 0
  • 9,362

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً