طهارة وصلاة المصاب بالغازات ويشعر بخروجها في الوضوء والصلاة
- التصنيفات: فقه الطهارة -
أنا مريض بالقولون، وأعاني من كثرة الغازات، وعند دخول وقت الصلاة يشتد الأمر أكثر، وأحس كأن في بطني شيئًا، فأقوم للوضوء، فأحس وأشعر أنه خرج مني شيء، فأعيد الوضوء عدة مرات، وفي كل مرة يزداد الألم في بطني، وصرت أي شيء أسمعه أحسه مني. نفس الشيء في الصلاة أحس وأسمع وأشعر، فأعيد الصلاة الواحدة عدة مرات، وأنسى هل كبرت أم لا! أو هل سلمت أم لا! أريد حلًّا.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فهذا الذي تعاني منه ما هو إلا محض وسوسة، وليس لهذه الوساوس علاج سوى أن تعرض عنها ولا تلتفت إليها.
فإذا قضيت حاجتك فبادر بالوضوء، ولا تعد الوضوء مهما وسوس لك الشيطان بأنه قد خرج منك شيء، وإذا كبرت فامض في صلاتك، ولا تعد شيئًا من أفعال الصلاة لا التكبير ولا القراءة ولا غير ذلك لمجرد الوسوسة، واعلم أن طهارتك لا تنتقض إلا إذا حصل لك اليقين الجازم الذي تستطيع أن تحلف عليه أنه قد خرج منك شيء، وبدون هذا اليقين فالأصل صحة طهارتك؛ فعليك أن تتجاهل كل شك يعرض لك، ولا تبال به، ولا تعره أي اهتمام، وإذا كنت متيقنًا يقينًا جازمًا من أنه يخرج منك الريح بعد الطهارة؛ فإن كان خروج الريح لا ينقطع كل الوقت بحيث لا تجد وقتًا يتسع لفعل الطهارة والصلاة، فحكمك حكم صاحب السلس؛ فتوضأ مرة واحدة بعد دخول الوقت، وصلِّ بوضوئك هذا ما شئت من الفروض والنوافل حتى يخرج ذلك الوقت، ولا يضرك ما يخرج منك.
والله أعلم.