التعامل مع بنك فيصل الإسلامي

منذ 2015-08-17
السؤال:

أنا اسمي يَحيى أَعيش في مصر، كنت أمتلك أرضًا وبعتُها وامتلكتُ أموالاً، وأنا - الحمد الله - أصلي وذهبتُ إلى بنك ووضعتُ إيداعًا في "حساب جارٍ" ليس عليه فوائد، وقلت لولدي: ضع الفلوس التي بعنا بها الأرض في بنك فيصل الإسلامي فرع الدقي في مصر.

أنا أخاف أن آخُذ مال الربا، فأريد أن أعرِف: هل بنك فيصل الإسلامي بنك يتعامل في الرِّبا؟ وكيف أعرف أنَّه يتعامل في الرّبا؟

أنا سألت صديقًا لي قال لي: اذهب إلى البنك واطلب قرضًا منه، إذا وافق البنك وقال: سوف أعطيك قرضًا، فهذا يتعامل في الرّبا، وإذا قال: إني سوف أدخُل معك في المشْروع الذي أنت سوف تعمله، فهذا البنك يساهم في المشروعات، وهذا يُعتبر حلالاً.

أنا أريد أن أفهم معنى الرّبا، وهل البنك الذي فائدته متغيّرة هل هو ربا؟ وهل هو يمشي على الشَّريعة الإسلاميَّة أم هو بنك مظهر، يقول: إنه إسلامي؟

برجاء الرَّدّ عليَّ في هذا الخطاب؛ لأني أريد أن أعرف هذا الموضوع حتى أكون مستريحًا من قلبي؛ لأنّي أنا لا أريد أن أعمل حاجةً تُغْضِب الله.

الإجابة:

الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبِه ومَن والاه، أمَّا بعدُ:

فالرِّبا هو الزِّيادة التي ينالُها الدائن من مَدِينِه نظير التأجيل، وهذا النَّوع من الربا يصطلح عليْه شرعًا بـ "ربا النسيئة"، أو "ربا الديون"، وهو مُجْمع على تحريمه، فأيّ زيادة بسبب تأْجيل الدَّين تدخُل فيه، وهذا النَّوع من الرِّبا هو المنصوص على تحريمه في القُرآن، وأجمع على تحريمه السَّلف الصالح والعُلماء المجتهدون من بعدِهم، وتعاقبت القرون على ذلك الإجماع.

ثمَّ اعلم أنَّه لا يَجوز للمسلم أن يضع أموالَه في بنك ربوي، سواء كان ذلك في الحساب الجاري (بدون فائدة)، أو في حساب التَّوفير (بفائدة)، إلاَّ إذا دعت الضَّرورة القصوى لذلك؛ كأن يخاف على أمواله السرقةَ أو التَّلَف، ونحو ذلك، ولا يوجد بديلٌ مباح أو أخفّ ضررًا، فحينئِذٍ يجوز له حِفْظُهَا في الحِسابِ الجارِي، إذا لم يَجِد مصرفًا إسلاميًّا يحفظها فيه.


وعليه؛ فالواجب عليْك الآن هو سحْب أموالِك من البنك الربوي، ووضْعها في بنك إسلامي.

أمَّا البنوك التي لا تصرِف فوائد ثابتة، فهي في الغالب بنوك إسلاميَّة، ولكن لا بدَّ من توافُر باقي الشّروط، من وجود هيئة شرعية لمراقبة أعمال البنك، وعدم وجود قسم للإئتمان بالبنك.

أمَّا بنك فيصل الإسلامي، فالَّذي نعلمه أنَّ هذا البنك يقوم بأعمال المُرابحة الإسلاميَّة وفقًا لأحكام الشَّريعة الإسلاميَّة، إلى جانب الأنشِطة الاستثماريَّة الأخرى، التي تتمثَّل في تمويل المشروعات العقاريَّة أو الصناعيَّة، أو القيام ببعض الأعمال التِّجارية لصالح العملاء، يضاف إلى هذا أنَّ هناك مشرفًا شرعيًّا على نشاط هذا البنك، وهذا المشرف - نرجو الله - أن لا يسمح بأن تكون هناك بعض الأنشِطة المشكوك في ربويتها، وهو بنك إسلاميّ ظاهره السلامة إن شاء الله، وكلّ من تكلم عليه فهو يهرف بما لا يعرف.

ولهذا فإنَّنا نقرِّر أنَّ أرباح هذا البنك مشروعة وليس فيها شبهة، وإن كانت مشكِلة بنك فيصل - كغيْره من البنوك الإسلاميَّة التي على الجادَّة - هي مشكِلةَ الكوادر العامِلة فيها؛ فمن ثَمَّ تجد البنك صحيحًا من جهة التَّنظير، أمَّا في الناحية العمليَّة، فأحيانًا بعض كوادر البنك يُخطئ في التَّطبيق، وهذا القدر لا يجعله ربويًّا، ولا يحرم التعامل معه.

وراجع الفتوى: "
الاستثمار في البنوك الإسلامية جائز بشروط"،،

والله أعلم.

خالد عبد المنعم الرفاعي

يعمل مفتيًا ومستشارًا شرعيًّا بموقع الألوكة، وموقع طريق الإسلام

  • 45
  • 5
  • 394,472

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً