صلاة الفجر
خالد عبد المنعم الرفاعي
- التصنيفات: فقه الصلاة - فتاوى وأحكام -
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فإن الله لما فرض الصلوات حدد لها أوقاتاً معينة؛ لكل صلاة وقت تؤدى فيه، فلا يجوز تقديمها ولا تأخيرها عليه، إلا فيما أذن الشرع فيه، وقد قال تعالى: {إِنَّ الصَّلاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَاباً مَوْقُوتاً} [النساء:103]، قال ابن عباس: "إن للصلاة وقتاً كوقت الحج".
وقد بين النبي - صلى الله عليه وسلم - وقت كل صلاة ابتداء وانتهاء، فمن صلى صلاة قبل دخول وقتها، لم تجزئه، وعليه إعادتها بعد دخول الوقت، ووقت صلاة الصبح يبدأ من طلوع الفجر الصادق الذي ينتشر ضياؤه بالأفق ولا يعقبه ظلام، فهذا هو الوقت الشرعي الذي بينه الله تعالى في قوله: {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ} [البقرة:187]، وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : « »؛ رواه مسلم عن سمرة، ورواه أحمد والترمذي بلفظ: « ».
قال ابن قدامة في المغني: "وقت الصبح يدخل بطلوع الفجر إجماعاً ... وهو البياض المستطير المنتشر في الأفق ويسمى الفجر الصادق، فأما الفجر الأول فهو البياض المستدق صعداً من غير اعتراض؛ فلا يتعلق به حكم ويسمى الفجر الكاذب".
ومن خلال ما تقدم؛ يُعلم أن صحة الصلاة لا تتم إلا بدخول الوقت، ومن صلى ولم يتحقق دخول الوقت أو يغلب ذلك على ظنه، فلا تجوز صلاته ولا تجزئه، ويجب عليه أداؤها في وقتها، فعليك أن تنتظر طلوع الفجر (الأذان الثاني) ثم تصلي، فإن حال بينك وبين إتمام أركان الصلاة وشروطها حائل؛ كأن تكون في وسيلة للمواصلات ويغلب على ظنك أنك لن تصل إلا بعد خروج الوقت - فتصلي في تلك الوسيلة (سيارة أو غيرها) على قدر استطاعتك، وتأتي بكل ما تستطيع أن تأتي به من أعمال الصلاة.
كما ينبغي للمسلم أن يحرص دائماً على أداء فرائضه ويحافظ عليها ولا يضيعها، ولا يجعل غيرها من الأعمال الدنيوية في الدرجة الأولى؛ فيستهين بها حفاظاً على أمر دنيوي،،
والله أعلم.