الصِّيام في يوْم المولد النبوي وليلة الإسراء والمعراج

منذ 2015-11-03
السؤال:

السَّلام عليْكم ورحْمة الله وبركاته،

هل الصِّيام في يوْم المولد النبوي وليلة الإسراء والمعراج حلال أو حرام؟

صلَّيت في وقت متأخِّر من عمري، وعرفْتُ أنَّ عليْنا صلاةً تُعْتَبر دينًا عليَّ، فعزمتُ أن أجمع مع صلاةِ اليوم كلِّه يومًا آخَر من الصَّلوات التي مضت، ولم أصلِّها، اليوم الذي أسدِّده كنت أصليه بعد صلاه الفجْر مباشرةً.

أنتهي من صلاة عشائِه عند شروق النَّهار، بعدها أصلّي الضُّحى ثم أنام، فهل الصلاة في هذا التَّوقيت حلال أو حرام؟

لأني سمعت أنَّ الصَّلاة بعد صلاة الفجْر مباشرة حرام.

أفيدوني أفادكم الله.

الإجابة:

الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبِه ومَن والاه، أمَّا بعدُ:

فلا شكَّ أنَّ صيام التطوُّع مندوبٌ إليه، وهو من الطَّاعات التي يعظُم ثوابها عند الله تعالى.

وهناك بعض الأيَّام يستحبُّ الصيام فيها كعرفة وعاشوراء، ويومي الاثنين والخميس من كلِّ أسبوع، والأيَّام البيض من كلِّ شهر، وهى الثَّالثَ عشَرَ، والرَّابع عشر، والخامس عشر، وستَّة من شهر شوَّال، وأكثر شهر شعبان أو كله، والصيام في شهر المحرَّم، وقد دلَّ على كل جزئيَّة منها حديث صحيح.

وليس من هذه الأيَّام التي يندب فيها الصِّيام يومُ مولد النَّبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - أو يوم الإسراء والمعراج؛ لذلك فإنَّه لا يشرع تَخصيصهما بشيء من العبادات كالصَّوم ونحوه؛ لعدم ورود ذلك عن النَّبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - ولا عن أحدٍ من أصحابه - رضِي الله عنهم أجمعين - وهؤلاء هم أوْلى النَّاس بالخير والحِرْص عليه، فما لم يكن عندهم دِينًا فلن يكون اليوم دينًا.

وقد قال - صلَّى الله عليه وسلَّم -: «مَن أحدث في أمرِنا هذا ما ليس منه فهو رد»؛ رواه مسلم.

لكن لو وافق يوم ذكرى مولد النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - أو يوم الإسراء والمعراج صيامًا كان يعتاده الإنسان، كيومي الاثنين والخميس، أو وافق الأيَّام البِيض، فصامه لأجل ذلك - فلا حرج.

فقد روى مسلم عن أبي قتادة قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صوم الاثنين؟ قال: «ذاك يوم ولدتُ فيه، ويوم بعثت - أو أُنْزِل عليَّ - فيه» قال: فقال: «صوم ثلاثةٍ من كل شهر، ورمضان إلى رمضان: صوم الدهر»، قال: وسئل عن صوم يوم عرفة؟ فقال: «يكفِّر السنة الماضية والباقية»، قال: وسُئِل عن صوم يوم عاشوراء؟ فقال: «يكفِّر السنة الماضية».

قال الشَّيخ العثيمين: "وأحسنُ ما قيل أنَّه وُلِد في اللَّيلة التَّاسعة من هذا الشَّهر، لا اللَّيلة الثانية عشرة، خلافًا لِما هو مشهورٌ عند كثيرٍ من المسلمين اليوم؛ لأنَّ هذا لا أساس له من الصحَّة من حيث التَّاريخ، وحسب ما حسبه أهل الفَلَك المتأخِّرون، فإنَّ ولادته كانت في اليوم التَّاسع من هذا الشَّهر، لكن هل يُعْلَم اليوم الذي وُلِد فيه؟
الجواب: نعم، ولد يوم الاثنين؛ لأنَّ النَّبيَّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - سُئل عن يوم الاثنين فقال: «ذاك يوم ولدتُ فيه»، لكن اليوم من الشَّهر لا يُعلم يقينًا؛ ولكن أرْجح ما قيل فيه هو اليوم التَّاسع، وأيًّا كان لا يهمُّنا في التَّاسع أو الثاني عشر أو غيره، لكن الَّذي يهمّنا أن نكون لله مخلِصين، ولنبيِّه - صلَّى الله عليه وسلَّم – متَّبعين، وأن نحقِّق ذلك الإخلاص وذلك الاتّباع؛ لأنَّ دين الإسلام لا يدخُل الإنسان فيه إلاَّ إذا قال: أشهد ألاَّ إلهَ إلاَّ الله وأشهدُ أنَّ محمَّدًا رسول الله".

أمَّا الصَّلاة الفائتة، فقد سبق بيان حكم قضائها في الفتوى: "حكم قضاء الصلاة التي تُركت عمدًا" ، ولمعرفة حكم تارك الصلاة راجعي الفتوى: "ما حكم تارك الصَّلاة؟" ، ولمعرفة أوْقات النَّهي عن الصلاة، راجعي فتوى: "حكم صلاة تحية المسجد في أوقات الكراهة"،،

والله أعلم.

خالد عبد المنعم الرفاعي

يعمل مفتيًا ومستشارًا شرعيًّا بموقع الألوكة، وموقع طريق الإسلام

  • 7
  • 0
  • 33,521

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً