التَّطاوُل على العُلماء الرَّبَّانيِّين
السَّلام عليْكم،
علماءَنا الكرام، ما حُكم التَّطاوُل على العُلماء الرَّبَّانيِّين؟ وجزاكم الله خيرًا.
الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبِه ومَن والاه، أمَّا بعدُ:
فمَن عُرِف عنْه من العلماء سلامة المعتقَد والمنهج، وحبُّ الدِّين ونصرته، فلا يَجوز التَّطاوُل عليْه ولا الطَّعن فيه؛ لأنَّ النَّبيَّ - صلَّى الله عليْه وسلَّم - يقول: « »؛ رواه أحمد في "المسند"، والحاكم في "المستدرك"، وحسَّنه الألباني في "صحيح الجامع".
وروى أبو الدَّرداء عنِ الرَّسول - صلَّى الله عليْه وسلَّم -: « »؛ رواه أبو داود والتِّرْمذي، وهو حديث حسن.
والعلماء الربانيون من خُلص أولياء الله تعالى، وقد توعد سبحانه بمحاربة من آذاهم؛ ففي "صحيح البُخاري" عن أبِي هُرَيْرة - رضِي الله عنْه - قال: قال رسولُ الله - صلَّى الله عليْه وسلَّم -: « » الحديثَ.
ونقَل النَّوويُّ - رحِمه الله - في "التِّبيان في آداب حمَلة القرآن" عن أبِي حَنيفة والشَّافعي - رحِمهما الله - أنَّهما قالا: "إن لَم يكُن العُلماء أولياء الله، فليس لله ولي".
قال الإمام الطَّحاوي - صاحب "العقيدة الطَّحاويَّة": "وعُلماء السَّلف من السَّابقين، ومَن بعدَهم من التَّابعين، أهل الخبَر والأثَر، وأهل الفقْه والنَّظر - لا يُذْكَرون إلاَّ بالجميل، ومَن ذكرَهم بسوء فهو على غير السَّبيل"؛ "شرح العقدية الطَّحاويَّة".
وقال الحافظ أبو القاسِم ابن عساكر - رحِمه الله -: "اعلم يا أخي - وفَّقنا الله وإيَّاك لمرضاتِه، وجعلَنا ممَّن يَخشاه ويتَّقيه حقَّ تُقاته - أنَّ لُحوم العُلماء مسمومة، وعادةُ الله في هتْك أسْتار مُنتقِصيهم معلومة، فإنَّ مَن أطْلق لسانَه في العُلماء بالثَّلب، ابتلاه الله - تعالى - قبْل موتِه بموتِ القلب؛ {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [النور: 63].
وعليه؛ فالواجب على مَن تطاوَلَ على العُلماء: أن يتوبَ إلى الله توبةً صادقةً، ويستغفره ويتوب إليْه، ويُكثِر من الدُّعاء والاستِغْفار للعُلماء، كما يجب على من سمعه أن ينكر عليه، فإن استجاب وإلا وجب عليه التحذير منه، حتى لا يغتر الجاهل بكلامه في أهل العلم، وراجع على موقعنا مقال: "فقه الخلاف والموازناتْ، بين المغالاة والمجافاتْ"،،
والله أعلم.
- التصنيف:
- المصدر: