انتفاع العامل بالأطعمة والمشروبات المتبقية في العمل
أرجو إفادتي حيث إنني أعمل في شركة طيران، وعند عودة الطائرة من الرحلات يكون عليها بعض الأطعمة والمشروبات المتبقية، ولا ترجع هذه الأشياء إلى الشركة مرة أخرى، فأقوم أنا وزملائي بأخذ هذه الأشياء، وتوزيعها على بعضنا، مع العلم بأنه في حالة ترْكها، سيقوم مَن يقوم بخدمة الطائرة من شركات أخرى بأخْذ هذه الأشياء.
فأرجو الإفادة: هل أخذ هذه الأشياء حلال أو حرام؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبه ومن والاه، أما بعدُ:
فإن كان هذا الطعام والشراب المأخوذ فاضلاً عن حاجة مَنْ أعدَّ لهم الطعام أصلاً، وكان يخشى عليه الفساد، وعُلم أنه إذا لَمْ يُؤخذْ أو ينتفع به فسيُرمى في القمامة - فلا شك أن أخْذَه إلى مَن ينتفع به أَوْلَى مِنْ تَرْكه عُرضة للفساد، بل إن ترْكه في هذه الحالة لا ينبغي؛ لأنه إتلاف للمال مع القدرة على الانتفاع به؛ وفي "الصحيحين" عن المغيرة بن شعبة قال سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم – يقول: « ».
قال النووي في "شرح مسلم": "هو صرفه في غير وجوهه الشرعية، وتعريضه للتلف، وسبب النهي أنه إفساد، والله لا يحب المفسدين".
ولكن ينبغي أن يكون الأخْذُ بعد إذن المسؤولين، وهذا الإذن قد يكون صريحًا بالقول أو بالكتابة، وقد يكون عرفيًّا، بحيث يكون العرف في شركتكم على أنَّ للموظفين الانتفاع بما تبَقَّى من أطعمة ومشروبات؛ لأن المعروف عرفًا كالمشروط شرطًا، كما قرَّرَ ذلك أهل العلم.
أما إذا لَم تسمحِ الشركةُ بذلك، فلا يجوز أخْذه بدون إذْن؛ لقوله - صلى الله عليه وسلم -: «
»؛ رواه أحمد، والدارقطني، والبيهقي، وغيرهم،،والله أعلم.
- التصنيف:
- المصدر: