كيفية الصيام إذا كان النهار يقرب من ثلاث وعشرين ساعة
- التصنيفات: فقه الصيام - فتاوى وأحكام -
بسم الله الرحمن الرحيم،
إخوتي في الله،
كيف يمكن لي أن أصوم بعض الأيام اتباعاً لسنة النبي \ص\، وذلك كوني أعيش في شمال النرويج، والفرق كبير جداً جداً بين الفجر والمغرب، وتقريباً هو 23 ساعة، وهذه هي المواعيد التي اتبعها للصلاة ليست لمدينتي، وإنما لأقرب مدينة نرويجية موجود عندي توقيتها، تبعاً لموقع الرابطة الإسلامية في النرويج، وهذا عنوانها: www.islam.no، مع العلم أن هذه المدينة تبعد عن مدينتي 5 ساعات.
الفجر: 01.16
الظهر: 12.48
العصر: 17.43
المغرب: 22.41
العشاء: 00.11
مع العلم أيضاً أن هذا التوقيت ثابت الآن ولا يزيد ولا ينقص إلا مع بداية الشهر الثامن، وللعلم أيضاً أن الشمس لا تغيب أيضاً، أي: يعني لا يوجد ظلام الآن، وبعد حوالي شهر أو شهرين حتى يبدأ الظلام بالقدوم.
وقد قمت يتنزيل برنامج للأذان من الانترنت، وهو رائع وفيه مواقيت جميع مدن العالم وحتى مدينتي، واسمه athan، وهو من موقع www.lamicfinder.com.
ولكن المشكلة هناك فرق في حساب المواقيت، وفرق كبير، وأنا لا أعرف على أي حساب سوف اتبع، أي: يعني
المركز الإسلامي، أم المركز المصري، أم كراتشي، أم أم القرى، أم أمريكا الشمالية، وفي كل الحالات فرق كبير، مع العلم أني أفضل موقع الرابطة الإسلامية في النرويج؛ كونهم أعلم بالوضع، ولكن على هذه الحالة لا أستطيع الصيام؛ كون الوقت طويل جداً، مع العلم أننا في الشتاء، وفي آخر أيام رمضان نصوم فقط حوالي أربع أو خمس ساعات.
وإذا كان ممكناً أن اتبع مثلاً توقيت مكة الكرمة؛ فهل أنا ملزم باتباعه دائماً، أي قصدي: هل أستطيع التغير إلى توقيت الرابطة الإسلامية في النرويج، ولست أقول هذا على سبيل الرخصة، وإنما كوني أحياناً أعمل وقتاً طويلاً، فمثلاً أعود للبيت الساعة الثانية فجراً، بعد عمل يوم طويل، وصلاة الفجر مثلاً الساعة الرابعة - حسب توقيت مكة - بينما حسب توقيت الرابطة الإسلامية في النرويج 01.16، فهل أستطيع أن أصلي وأنام، أم يجب أن ألتزم بتوقيت واحد؟
أرجو منكم أن تسامحوني على هذه الإطالة، ولكن لا أملك إلا أن أسأل الله أن يجزيكم كل الخير، ويغفر لكم ولوالديكم ولأمة سيدنا محمد \ص\، وأسأل الله أن يتقبل دعوتي هذه بظاهر الغيب إلى إخوة لا أراهم ولكن أحس بهم أخوة الإسلام، والله على ما أقول شهيد.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإننا أولاً نشكر السائل لحرصه على الطاعة في تلك البلاد النائية، ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يزيده هدى وتوفيقاً.
إلا أننا نلفت نظره إلى أنه لا ينبغي الاكتفاء بكتابة (ص) بعد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم.
وأما عن السؤال حول مواقيت الصيام والصلاة، فالذي فُهم من سؤالك هو أنك متردد بين توقيت موقع الرابطة الإسلامية في النرويج وغيره من المواقيت، وأن توقيت الرابطة عندكم في النرويج طويل جداً بين الفجر والغروب.
والذي يظهر - والله أعلم - أنه إذا كان يوجد في مدينتك التي تسكن فيها مركز إسلامي؛ فينبغي أن تصلي وتصوم على توقيتهم؛ لأنهم أعلم بالواقع والحال عندكم.
فإن لم يكن مركز إسلامي في مدينتك؛ فعليك باتباع مواقيت أقرب مدينة إليك يتناوب فيها الليل والنهار في أربع وعشرين ساعة، وهي المدينة التي ذكرتها، ومواقيتها تبعاً للرابطة الإسلامية في النرويج، ويتأكد في حقك اتباع هذه المدينة لأمرين:
الأول: أنها أقرب بلاد إليك يتعاقب فيها الليل والنهار في أربع وعشرين ساعة.
ثانيا: أن الرابطة الإسلامية في النرويج أعلم بالوضع عندكم، وعليه، فنحن نوصيك باتباع مواقيت هذه المدينة ولو كان الصيام طويلاً، ما دامت الشمس تشرق وتغرب في خلال أربع وعشرين.
والله أعلم.