الصيغ الواردة في دعاء الاستفتاح
- التصنيفات: فقه الصلاة - دعوة المسلمين - الحث على الطاعات -
هل يمكنكم سرد صيغ الاستفتاح الصحيحة كلها التي وردت عن النبي عليه الصلاة والسلام، مع ذكر الأدلة، وذكر متى تقال، وفي أي الصلوات تقال: في قيام الليل، أم في المكتوبة، أم غيرها؟
الحمد لله
أولاً :
ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في دعاء الاستفتاح ألفاظ متعددة، ومن تلك الألفاظ:
1. ما رواه البخاري (744)، ومسلم (598) عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْكُتُ بَيْنَ التَّكْبِيرِ وَبَيْنَ القِرَاءَةِ إِسْكَاتَةً - قَالَ أَحْسِبُهُ قَالَ: هُنَيَّةً – فَقُلْتُ: بِأَبِي وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِسْكَاتُكَ بَيْنَ التَّكْبِيرِ وَالقِرَاءَةِ مَا تَقُولُ؟ قَالَ: ».
2. وروى أبوداود (776)، والترمذي (243) عن أم المؤمنين عائشة رضي الله تعالى عنها قالت: « »، وصححه الشيخ الألباني رحمه الله تعالى في (صحيح الجامع).
قال الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالى في (فتاوى نور على الدرب:8/182):
" أما في الفريضة، فالأفضل: « » ، أو: « » هذا المحفوظ عنه في صلاة الفريضة عليه الصلاة والسلام" انتهى.
3. ووروى مسلم (771)، والنسائي (897) عن علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أنه كان إذا قام إلى الصلاة، قال:
».قال ابن القيم رحمه الله تعالى في (زاد المعاد:1/196):
"الْمَحْفُوظَ أَنَّ هَذَا الِاسْتِفْتَاحَ، إِنَّمَا كَانَ يَقُولُهُ – عليه الصلاة والسلام - فِي قِيَامِ اللَّيْلِ" انتهى.
4. وروى مسلم (770) عن أم المؤمنين عائشة رضي الله تعالى عنها أنها سئلت، بأي شيء كان نبي الله صلى الله عليه وسلم يفتتح صلاته إذا قام من الليل؟ قالت: «كَانَ إِذَا قَامَ مِنَ اللَّيْلِ افْتَتَحَ صَلَاتَهُ :
».5. وروى البخاري (7499)، ومسلم (1758) عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال : «كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا تهجد من الليل، قال:
».6. وروى مسلم (600) ، والنسائي (901) عن أنس رضي الله تعالى عنه : " أَنَّ رَجُلًا جَاءَ ، فَدَخَلَ الصَّفَّ وَقَدْ حَفَزَهُ النَّفَسُ ، فَقَالَ : الْحَمْدُ لِلَّهِ حَمْدًا كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيهِ، فَلَمَّا قَضَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَاتَهُ ، قَالَ: «
».7. وروى مسلم (601) عن ابن عمر رضي الله تعالى عنه قال: "بَيْنَمَا نَحْنُ نُصَلِّي مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ قَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: اللهُ أَكْبَرُ كَبِيرًا، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ كَثِيرًا، وَسُبْحَانَ اللهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : «
قَالَ رَجُلٌ مَنِ الْقَوْمِ: أَنَا، يَا رَسُولَ اللهِ . قَالَ: » قَالَ ابْنُ عُمَرَ: "فَمَا تَرَكْتُهُنَّ مُنْذُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ ذَلِكَ".8. وروى النسائي (1617) عن عاصم بن حُمَيْد، قال: "سألت عائشة رضي الله تعالى عنها: بما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستفتح قيام الليل؟
قالت: لَقَدْ سَأَلْتَنِي عَنْ شَيْءٍ مَا سَأَلَنِي عَنْهُ أَحَدٌ قَبْلَكَ، « »، وصححه الشيخ الألباني رحمه الله تعالى في (صحيح سنن النسائي).
ثانياً:
الصيغ التي سبق ذكرها في الأحاديث ، منها ما جاء عاماً من غير تقييد بصلاة الليل، فهذه تقال في الفريضة والنافلة، وأما ما جاء من الاستفتاحات فيه التنصيص على صلاة الليل – وهو الغالب في الأدعية الطويلة -، فالسنة والأفضل أن يأتي بها الشخص في قيام الليل.
وللاستزادة فيما يتعلق بدعاء الاستفتاح والصيغ الواردة فيه، وبيان ما يقال منه في الفريضة أو النافلة، ينظر كتاب (زاد المعاد) لابن القيم رحمه الله تعالى (1/195-199) ، و (صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم) للشيخ الألباني رحمه الله تعالى (ص/91-94) .
وسبق في جواب سؤال سابق أن المصلي يقتصر على دعاء واحد من أدعية الاستفتاح، ولا يجمع بين عدة أدعية في صلاة واحدة.
والله تعالى أعلم.