تعليق ذبح الأضحية لسنة أو أكثر بقصد تخفيف مضايقة السلطات
لا يخفى عليكم ما تعرفه الجاليات المسلمة في الغرب - فرنسا نموذجًا - من تضييق على ممارسة كثير من الشعائر الإسلامية، ومن بينها شعيرة الأضحية، حيث تضيق الخناق على المسلمين بحلول كل عيد أضحى، وذلك أن السلطات تقوم بتغريم كل من عُثِر عليه متلبسًا بذبح أضحيته في بيته، مما يجعل المسلمين يعيشون فرحة العيد في جو من الخوف والترقب، هذا إضافة إلى معوقات أخرى: منها: النقل، وغير ذلك.
لذا فكر المسؤولون عن بعض الجمعيات الإسلامية في تعليق ذبح الأضاحي - لسنة أو أكثر - حسب الحاجة، وإرسال تلك الأموال إلى الفقراء في البدان الإسلامية؛ لشراء أضاحيهم، وهذا بقصد إرغام السلطات على فك الخناق الذي تضربه على المسلمين، في هذه الشعيرة العظيمة؛ حيث سيضطر المزارعون ومربو المواشي إلى الإضراب، مما سيساهم في تخفيف هذه المضايقات.
نود من فضيلتكم بيان الحكم الشرعي في مسألة تعليق ذبح الأضحية - لسنة أو أكثر - إذا كان ذلك يعود بالنفع على الجالية المسلمة.
أثابكم الله، ونفع بكم وبعلمكم.
الحمدُ للهِ، والصلاةُ والسلامُ على رسولِ اللهِ، وعلى آلِهِ وصحبِهِ ومن والاهُ، أمَّا بعدُ:
فإن كان الحال كما ذكرت - من تضييق على المسلمين في تلك البلاد بشأن ذبح الأضاحي - فلا مانع من عدم ذبح الأضاحي - في تلك البلاد - لعام أو لأكثر، على حسب ما ترونه من مصلحة راجحة، على أن توكلوا في بلاد المسلمين من ينوب عنكم في ذبح أضاحيكم، فالأضحية تقرُّبٌ إلى الله - تعالى – بالذبح، كما قال – تعالى -: {لَنْ يَنَالَ الله لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ} [الحج: 37].
ولكن لتحرصوا على أن يكون الوكيل ثقة، ومن أهل العلم، ويوزعها في مصارفها الشرعية، فالله – تعالى - لا يكلف الناس إلا بما في وسعهم؛ كما قال - سبحانه -: {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا} [البقرة: 286]، وقال - تعالى -: {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا ءَاتَاهَا} [الطلاق: 7]، ويقول - تعالى -: {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ} [التغابن:16].
- التصنيف:
- المصدر: