حكم طواف النائم

منذ 2016-08-25
السؤال:

هل حجى صحيح؟ وهل يجب علي شيء حتى يقبل حجي؟ فقد نمت أثناء الطواف، فكنت أطوف وأنا نائمة من التعب، فهل هذا يؤثر في الحج؟

الإجابة:

الحمدُ للهِ، والصلاةُ والسلامُ على رسولِ اللهِ، وعلى آلِهِ وصحبِهِ ومن والاهُ، أمَّا بعدُ:

فالذي يظهر أنه يشترط يقظة وإفاقة الحاج عند الإحرام والوقوف والطواف والسعي دون ما سواها، فإن كان نومك حال الطواف نومًا يسيرًا - بحيث لو أحدث النائم لأحس بنفسه - فإن هذا النوم لا ينتقض بمثله الوضوء، ولا أثرَ له في صحة الطواف؛ لما رواه أنس من أن «أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كانوا ينتظرون العشاء حتى تخفق رؤوسهم، ثم يصلون ولا يتوضؤون»؛ رواه أبو داود، وأصله في صحيح مسلم.

قال - في حاشيتي "قليوبي" و"عميرة" (6 / 61) -:

"وَلَوْ نَامَ فِيهِ عَلَى هَيْئَةٍ لَا تَنْقُضُ الْوُضُوءَ، صَحَّ طَوَافُهُ فِي الْأَصَحِّ". اهـ.

قال النووي - في "المجموع" (8 / 16) -:

"ولو نام في الطواف، أو بعضه، على هيئة لا تنقض الوضوء...، والأصح: صحة طوافه في هذه الصورة، والله أعلم".

وأما إن كان نومًا مُستغرقًا ينقضُ الوضوء، فإن طوافَكِ قد بطل؛ لفقدان شرطين من شروط الطواف، وهما: العقل والطهارة.

ومعلوم أن النوم من نواقض الوضوء؛ لقوله - صلى الله عليه وسلم -: ا «لعين وكاء السه، فمن نام، فليتوضأ»؛ رواه أحمد وابن ماجه.

قال - في "الأم" (2 / 194) -:

"ولو طاف بعض طوافه، ثم أُغْمِىَ عليه قبل إكماله، فطيف به ما بقى عليه من الطواف - لا يعقله من إغماء، أو جنون، أو عارض ما كان، أو ابتُدِئَ به في الطواف مغلوبًا على عقله - لم يَجْزِهِ حتى يكون يعقل في السبع كله، كما لا تجزئ الصلاة حتى يعقل في الصلاة كلها". اهـ.

وعليه؛ فإن كنت قد نمت نومًا يسيرًا، فلا شيء عليك - إن شاء الله - وأما إن كنت نمت نومًا مستغرقًا، فالواجب عليك الإتيان بالطواف مرة أخرى؛ لأنه ركن من أركان الحج، لا يتم الحج إلا به، وقد نص العلماء على أن من فاته ركن من أركان الحج فإنه لا يجبر بِدَمٍ، ولم يتحلل من إحرامه، حتى يأتي بما بقي، ولا يحل له النساء، وإن طال ذلك سنين،،

والله أعلم.

خالد عبد المنعم الرفاعي

يعمل مفتيًا ومستشارًا شرعيًّا بموقع الألوكة، وموقع طريق الإسلام

  • 2
  • 0
  • 7,438

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً