ماذا يفعل من لا يستطيع أن يصلي الجمعة لظروف عيشه في ألمانيا؟

منذ 2018-06-07

انا اعيش في المانيا منذ سنتان والمنطقة التي اعيش بها ليس بها جامع للصلاة وانتم تعلمون ان المانيا اغلبيتها مسيحيين.. وايضا نحن نعمل يوم الجمعة ايضا لان العطله في المانيا فقط السبت والاحد ويوجد جامع في منطقة بعيدة عني قليلا ولكن كما ذكرت العمل هنا في المانيا يوم الجمعة ايضا فهل يعاقبني الله على ذلك..

السؤال:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

انا اعيش في المانيا منذ سنتان والمنطقة التي اعيش بها ليس بها جامع للصلاة وانتم تعلمون ان المانيا اغلبيتها مسيحيين.. وايضا نحن نعمل يوم الجمعة ايضا لان العطله في المانيا فقط السبت والاحد ويوجد جامع في منطقة بعيدة عني قليلا ولكن كما ذكرت العمل هنا في المانيا يوم الجمعة ايضا فهل يعاقبني الله على ذلك..

وان كان ذلك لا بأس به.. فعندما اعود من عملي.. هل اصلي صلاة الجمعه ركعتين.. ام اصلي صلاة الظهر فقط..

وجزاك الله خيرا

الإجابة:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبه ومن والاه، أما بعدُ:

فإنَّ إقامة المسلم بين الكفار جائزة، إذا أمِن المسلمُ على دينه، وكان قادرًا على إقامة شعائر الإسلام، وكان عنده من العلم ما يدفع به الشبُهات التي قد ترِد عليه, ومن التقوى ما يدفع به الشهوات.

أما مَن لَم يأمنْ على دينه، أو لا يستطيع أن يؤدِّي شعائر الإسلام، فلا يجوز له الإقامة في تلك البلاد؛ لقول الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا} [النساء: 97].

قال ابن رشد: "لقد وجب بالكتاب والسُّنَّة والإجماع على مَن أسلم ببلد الكفر أن يهجره، ويلحق بدار المسلمين، ولا يسكن بين المشركين، ويقيم بين أظهرهم، وذلك إذا كان لا يتمكَّن من إقامة شعائر دينه، أو يجبر على أحكام الكفر". اهـ.

قال في "مغني المحتاج": "وَإِنْ لَمْ يُمْكِنْهُ إظْهَارُ دِينِهِ أَوْ خَافَ فِتْنَةً فِيهِ، وَجَبَتْ عَلَيهِ الْهِجْرَةُ؛ رَجُلاً كَانَ أَوْ امْرَأَةً". اهـ.

فإن استطعت أن تبحث عن مكان تصلي فيه الجمعة، سواء مسجد، جالية إسلامية، أو غير ذلك، فلا بأس حينئذ من الإقامة.

أما إن لم تتمكن من العثور على مكان تصلي فيه الجمعة، فلا يجوز لك الإقامة إلا إن كنت مضطرًا؛ لأن صلاة الجمعة واجبةٌ على الرِّجال المقيمين القادرين على حضورها؛ قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِي لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ} [الجمعة: 9].

والتخلُّف عنها من غير عذْر شرعي كبيرةٌ من كبائر الذُّنوب، وقد ورد الوعيد الشَّديد على التخلُّف عن حُضور الجمعة؛ فقد روى مسلمٌ من حديثِ أَبي هُرَيْرة وابْنِ عُمر - رضِي الله عنْهُما - أنَّهما سمِعا النَّبيَّ - صلَّى الله عليْه وسلَّم - يقول: «لينتَهينَّ أقوامٌ عن ودْعِهم الجمُعات، أو ليختِمنَّ الله على قلوبهم، ثمَّ ليكونُنَّ من الغافلين».

وعن أبي الجعْد الضمري قال: قال رسولُ الله - صلَّى الله عليْه وسلَّم -: «مَن ترك الجمُعة ثلاثَ مرَّات تهاوُنًا بها، طَبَع الله على قلبه»؛ رواه الترمذي.

قال ابن العربي: "إنَّ معنى "طبع على قلبِه"؛ أي: ختم على قلبه بِمنع إيصال الخير إليه".

وعليه، فإن استطعت أن تحل مشكلت صلاة الجمعة، جازت لك الإقامة، وإلا فالواجب السفر لبلد أخرى تستطيع فيها أداء شعائر الإسلام، إلا إن كنت مضطرًا للإقامة،، والله أعلم.

خالد عبد المنعم الرفاعي

يعمل مفتيًا ومستشارًا شرعيًّا بموقع الألوكة، وموقع طريق الإسلام

  • 9
  • 4
  • 22,228

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً