كيف أحصل على أجر جلسة الإشراق وجميع المساجد تغلق أبوابها؟
المساجد عندنا بمصر تُغلق فور الانتهاء من الصلاة في كل الأوقات بأمر من الحكومة و السمع و الطاعة واجبة لولي الامر فهل لو جلس المرء ببيته بعد صلاة الصبح سيحصل الأجر الذي ذكره رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم بالحديث المذكور الذي نحن بصدده
السادة المحترمون
قرأت حديث عن أنس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من صلى الغداة في جماعة ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس، ثم صلى ركعتين كانت له كأجر حجة وعمرة»، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «تامة تامة تامة»
السؤال الاول الجلوس في مصلاه هنا يكون في مكانه أي الحيّز الذي صلي به فقط فلا يتحرك من مقعده أم يشمل كل المسجد ؟ السؤال الثاني المساجد عندنا بمصر تُغلق فور الانتهاء من الصلاة في كل الأوقات بأمر من الحكومة و السمع و الطاعة واجبة لولي الامر فهل لو جلس المرء ببيته بعد صلاة الصبح سيحصل الأجر الذي ذكره رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم بالحديث المذكور الذي نحن بصدده
ولكم جزيل الشكر والتقدير
الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رَسُول الله، وعلى آله وصَحْبه ومن والاه، أما بعدُ:
فالأجر الوارد في الحديث المذكور معلق على أمور، هي كالشرط لحصوله، ومن المقرر أن تخلف الشرط يؤدي لانتفاء المشروط، إلا إن كان خارجًا عن إرادة الإنسان.
والشروط الواردة في الحديث هي: صلاة الفجر في جماعة، فمن تخلف عن جماعة المسجد أو صلى في بيته، لم يُحصل هذا الثواب.
ثانيًا: الجلوس في المصلى حتى تطلع الشمس وترتفع، فمن ترك المصلى، لم يحصل له هذا الثواب، إلا لعذر، والمصلى هو الموضع الذي صلى فيه، واختلف هل يختص بالبقعة التي أوقع فيها الصلاة، أو يعم جميع المسجد؟
والذي يظهر أنه يعم جميع المسجد، وهو ما ذهب إليه الحافظ العراقي، فقال: "ما المراد بمصلاه؟ هل البقعة التي صلى فيها من المسجد، حتى لو انتقل إلى بقعة أخرى في المسجد لم يكن له هذا الثواب المترتب عليه، أو المراد بمصلاه جميع المسجد الذي صلى فيه؟ يحتمل كلا الأمرين والاحتمال الثاني أظهر وأرجح". اهـ.
وقال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (2/ 136)، في معرض شرحه لحديث: «فإذا صلى، لم تزل الملائكة تصلي عليه، ما دام في مصلاه: اللهم صل عليه، اللهم ارحمه»: "قوله «في مصلاه»: أي في المكان الذي أوقع فيه الصلاة من المسجد وكأنه خرج مخرج الغالب وإلا فلو قام إلى بقعة أخرى من المسجد مستمرًا على نية انتظار الصلاة. اهـ.
الثالث: صلاة ركعتين بعد طلوع الشمس.
وعليه، فكل من كان صادق النية في تحصيل هذا الأجر كتب له، إن بالنية الصالحة، وهي الإرادة الجازمة على الفعل، وما دمت معذورًا في ترك الجلوس، فإن الأجر يكتب كاملاً؛ فقد صحّ عن غير واحد من السلف أنه قال: "نية المرء أبلغ من عمله"،، والله أعلم.
- التصنيف:
- المصدر: