من أفطر بعض أيام رمضان بغير عذر لا يناله جزاء المغفرة

منذ 2018-06-14

انا مارسة العادة السرية في يومين من ايام رمضان، ووجب علي القضاء ، وانا قرأت ان من صام رمضان كاملا غفر له ما تقدم من ذنب، وانا علي قضاء يومين بمعنى انني لم اصم رمضان كاملا ، فهل اذا قضيت اليومين أصبح كمن صام رمضان كاملا ويغفر لي ذنبي كما يغفر لصائم رمضان كامل؟

السؤال:

انا مارسة العادة السرية في يومين من ايام رمضان، ووجب علي القضاء ، وانا قرأت ان من صام رمضان كاملا غفر له ما تقدم من ذنب، وانا علي قضاء يومين بمعنى انني لم اصم رمضان كاملا ، فهل اذا قضيت اليومين أصبح كمن صام رمضان كاملا ويغفر لي ذنبي كما يغفر لصائم رمضان كامل؟

الإجابة:

الحمدُ للهِ، والصلاةُ والسلامُ على رسولِ اللهِ، وعلى آلِهِ وصحبِهِ ومن والاهُ، أمَّا بعدُ:

فالحديث المشار إليه رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: «من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا، غفر له ما تقدم من ذنب»، والظاهر من الحديث أن هذا الجزاء العظيم إنما هو من نصيب من صام كل أيامه، ولا يشمل الحديث بمنطوقه من تعمد الفطر بغير عذر، فهو محروم من هذا الجزاء، بخلاف من أفطر بعذر كالمريض أو الحامل والنفساء، وغيرهم، فإنه ينالهم عفو الله ومغفرته؛ قال الله تعالى: {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا} [البقرة: 286]، وقال: {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ} [التغابن: 16]. 

قال في "المنهل العذب المورود شرح سنن أبي داود" (7/ 308):

"قوله: «من صام رمضان»: أي من صام كل أيامه، أما من أفطر بعض أيامه بغير عذر، فلا ينال هذا الجزاء، ومن أفطر لعذر كان له الجزاء، إن أدى ما وجب عليه من القضاء أو الإطعام، كمن صلى جالسًا لعذر فإن له أجر صلاة القائم".

إذا تقرر هذا، فإن كان الحال كما ذكرت، أنك أفطرت يومين بغير عذر، فالواجب عليك قضاء اليومين، والتوبة والاستغفار والندم، ولن تنال الجائزة التي وردت في الحديث، ولو بعد قضاء اليومين؛ لأنك لم تصم رمضان كله، وإنما صمت أكثره.

غير أن التوبة الصادقة والندم على فوات الأجر، لا يبعد أن يغفر الله لك بهما الذنوب؛ لأنه كما صح عن غير واحد من السلف أنه قال: "نية المرء  أبلغ من عمله"، فمن نوى الخير وعمل منه مقدوره وعجز عن إكماله كان له أجر عامله.

وليست المعصية نهاية المطاف، فاحرص دائمًا على إرادة الخير، وانوي دائما الخير، وأت منه ما تستطيعه، فالنية أصلها حب الله ورسوله وإرادة وجهه، وهذا هو بنفسه محبوب لله ورسوله، ومرضي لله ورسوله، وأعمال القلب أفضل من أعمال البدن،، والله أعلم.

خالد عبد المنعم الرفاعي

يعمل مفتيًا ومستشارًا شرعيًّا بموقع الألوكة، وموقع طريق الإسلام

  • 7
  • 1
  • 21,176

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً