هل النية قول القلب ما يراد فعله؟
هل النية ان اقول في قلبي ما اريد ان افعله؟
هل النية ان اقول في قلبي ما اريد ان افعله؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالنية هي القصد إلى الشيء والعزيمة على فعله، أو هي قصد الإنسان بقلبه ما يريده فعله.
وتطلق باعتبارين: تمييز العبادات عن العادات، وتمييز العبادات بعضها عن بعض، فالأول أن يقصد الله تعالى بالعبادة، وهي في تلك الحال مرادفة للإخلاص، ومنه قول بعض السلف نية المرء أبلغ من علمه.
الثاني: ما يُعيِّن بها العبادة، ويفرق بها بين الفريضة والنافلة، فمثلاً إذا قام إلى الصلاة ينوي ظهرًا أو عصرًا، أو كونها فرضًا أو نفلاً، مأمومًا أو إمامًا أو منفردًا، ونحوها، وكل هذا في قلبه؛ لأن النية بلاغ العلم، فمتى علم العبد ما يفعله كان قد نواه ضرورة.
قال في مختار الصحاح (ص 322):
(نَوَى) يَنْوِي (نِيَّةً) وَ (نَوَاةً) عَزَمَ وَ (انْتَوَى) مِثْلُهُ.
قال الإمام الزركشي في المنثور في القواعد الفقهية (3/ 284)
وهو ربط القصد بمقصود معين، والمشهور أنها مطلق القصد إلى الفعل، وقال الماوردي: هي قصد الشيء مقترنا بفعله فإن قصده وتراخى عنه فهو عزم. وقال الغزالي في فتاويه: فحقيقة النية القصد إلى الفعل... أن النية عبارة عن إجابة الباعث المتحرك.
والنية تنقسم إلى نية التقرب، ونية التمييز، فالأولى: تكون في العبادات وهو إخلاص العمل لله تعالى، والثانية: تكون في المحتمل للشيء وغيره". اهـ.
والنية بنوعيها محلها القلب؛ قال شيخ الإسلام ابن تيمية في "مجموع الفتاوى" (22/ 230):
"نية الطهارة من وضوء أو غسل أو تيمم، والصلاة والصيام والحج والزكاة والكفارات، وغير ذلك من العبادات- لا تفتقر إلى نطق اللسان باتفاق أئمة الإسلام، بل النية محلها القلب دون اللسان باتفاقهم.
ولم يذكر أحد في ذلك خلافًا إلا أن بعض متأخري أصحاب الشافعي - رحمه الله - خرَّج وجهًا في ذلك وغلَّطه فيه أئمة أصحابه". اهـ.
وعليه؛ فقول السائل صحيح، فالذي يظهر أنه يقصد بقول القلب العلم، ومتى علم العبد ما يفعله فقد نواه،، والله أعلم.
- التصنيف:
- المصدر: