كيف أصلي في القطار؟
كنت مسافر بالقطار قبل اذان المغرب بساعتين والمسافة طويلة ولم استطع صلاة المغرب والعشاء وكذلك اتت صلاة الفجر وانا مازلت بالقطار فكيف اصلي المغرب والعشاء بعد انقضاء وقتهم ودخول الفجر؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كنت مسافر بالقطار قبل اذان المغرب بساعتين والمسافة طويلة ولم استطع صلاة المغرب والعشاء وكذلك اتت صلاة الفجر وانا مازلت بالقطار فكيف اصلي المغرب والعشاء بعد انقضاء وقتهم ودخول الفجر
شكرا
الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعدُ:
فالمُحَافَظَةَ عَلَى وقتِ الصَّلَاةِ من أكبرِ شُرُوطِهَا التي لا يَجُوزُ الإخلالُ بها، وقد أجمع العلماء عَلَى أن الحِفَاظِ عَلَى الوَقْتِ أولى الانتظار لتحصيل شُرُوطها أو أركانها؛ فلا يَجُوزُ إخراجُ الصَلَاة عن وقتها بحال.
قال شيخ الإسلام في "مجموع الفتاوى" (26 / 232):
"فَإِنَّ الْأُصُولَ مُتَّفِقَةٌ عَلَى أَنَّهُ مَتَى دَارَ الْأَمْرُ بَيْنَ الْإِخْلَالِ بِوَقْتِ الْعِبَادَةِ وَالْإِخْلَالِ بِبَعْضِ شُرُوطِهَا، وَأَرْكَانِهَا، كَانَ الْإِخْلَالُ بِذَلِكَ أَوْلَى؛ كَالصَّلَاةِ؛ فَإِنَّ الْمُصَلِّيَ لَوْ أَمْكَنَهُ أَنْ يُصَلِّيَ قَبْلَ الْوَقْتِ بِطَهَارَةٍ، وَسِتَارَةٍ، مُسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةِ، مُجْتَنِبَ النَّجَاسَةِ، وَلَمْ يُمْكِنْهُ ذَلِكَ فِي الْوَقْتِ، فَإِنَّهُ يَفْعَلُهَا فِي الْوَقْتِ عَلَى الْوَجْهِ الْمُمْكِنِ، وَلَا يَفْعَلُهَا قَبْلَهُ بِالْكِتَابِ، وَالسُّنَّةِ، وَالْإِجْمَاعِ، وَكَذَلِكَ - أَيْضًا - لَا يُؤَخِّرُ الْعِبَادَةَ عَنْ الْوَقْتِ، بَلْ يَفْعَلُهَا فِيهِ بِحَسَبِ الْإِمْكَانِ، وَإِنَّمَا يُرَخَّصُ لِلْمَعْذُورِ فِي الْجَمْعِ؛ لِأَنَّ الْوَقْتَ وَقْتَانِ: وَقْتٌ مُخْتَصٌّ لِأَهْلِ الرَّفَاهِيَةِ، وَوَقْتٌ مُشْتَرَكٌ لِأَهْلِ الْأَعْذَارِ، وَالْجَامِعُ بَيْنَ الصَّلَاتَيْنِ صَلَّاهُمَا فِي الْوَقْتِ الْمَشْرُوعِ، لَمْ يُفَوِّتْ وَاحِدَةً مِنْهُمَا، وَلَا قَدَّمَهَا عَلَى الْوَقْتِ الْمُجْزِئِ بِاتِّفَاقِ الْعُلَمَاءِ".
وقال أيضًا: (22/30):
"فلا يجوز تأخير الصلاة عن وقتها لجنابة ولا حدث ولا نجاسة، ولا غير ذلك، بل يصلي في الوقت بحسب حاله، فإن كان محدثًا وقد عدم الماء أو خاف الضرر باستعماله، تيمم وصلى، وكذلك الجنب يتيمم ويصلي إذا عدم الماء، أو خاف الضرر باستعماله لمرض أو لبرد، وكذلك العريان يصلي في الوقت عريانًا، ولا يؤخر الصلاة حتى يصلي بعد الوقت في ثيابه، وكذلك إذا كان عليه نجاسة لا يقدر أن يزيلها، فيصلي في الوقت بحسب حاله.
وهكذا المريض يصلي على حسب حاله في الوقت، كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم - لعمران بن حصين: «صل قائمًا، فإن لم تستطع فقاعدًا، فإن لم تستطع فعلى جنب»، فالمريض باتفاق العلماء يصلي في الوقت قاعدًا أو على جنب، إذا كان القيام يزيد في مرضه، ولا يصلي بعد خروج الوقت قائمًا؛ وهذا كله لأن فعل الصلاة في وقتها فرض، والوقت أوكد فرائض الصلاة، كما أن صيام شهر رمضان واجب في وقته، ليس لأحد أن يؤخره عن وقته" اهـ.
إذا تقرر هذا، فكان الواجب عليك أن تصلي في القطار المغرب والعشار في وقتهما المحدد، وتأتي من الشروط والأركان ما تقدر عليه؛ قال الله تعالى: {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ} [التغابن: 16]، فإن استطعت الوضوء وإلا تيممت، ثم تصلي قائمًا إن تيسر ذلك، فإن تعذر صليت جالسًا، وهكذا.
ولا يجب عليك قضاء المغرب ولا العشاء؛ لأن وقتهما قد خرج بالكلية،، والله أعلم.
- التصنيف:
- المصدر: