التهنئة بالعيد
ما كيفية تهنئة العيد الأضحى المبارك؟
ما كيفية تهنئة العيد الأضحى المبارك؟
الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبِه ومَن والاه، أمَّا بعدُ:
فإن التهنئة العيد لا حرج فيها بما اعتاده الناس سواء بقول تقبل الله منا ومنك صالح الأعمال أو غيره، فهي من الأمور الحسنة التي تنشر الحب والسرور بين المسلمين،
وفي "الحاوي للفتاوي" (1/ 95):
"قال القمولي في الجواهر: لم أر لأصحابنا كلامًا في التهنئة بالعيدين والأعوام والأشهر كما يفعله الناس، ورأيت فيما نقل من فوائد الشيخ زكي الدين عبد العظيم المنذري أن الحافظ أبا الحسن المقدسي سئل عن التهنئة في أوائل الشهور والسنين، أهو بدعة أم لا؟ فأجاب بأن الناس لم يزالوا مختلفين في ذلك، قال: والذي أراه أنه مباح ليس بسنة ولا بدعة".
وفي مسائل الإمام أحمد رواية أبي داود السجستاني (ص: 89):
" سئل عن قولهم يوم العيد: تقبل الله منا ومنك؟ ، قال: أرجو أن لا يكون به بأس".
ونقله عنه الإمام ابن قدامة في "المغني" (2/ 295) ثم قال:
"يرويه أهل الشام عن أبي أمامة. قيل: وواثلة بن الأسقع؟ قال: نعم. قيل: فلا تكره أن يقال هذا يوم العيد. قال: لا. وذكر ابن عقيل في تهنئة العيد أحاديث، منها، أن محمد بن زياد، قال: كنت مع أبي أمامة الباهلي وغيره من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - فكانوا إذا رجعوا من العيد يقول بعضهم لبعض: تقبل الله منا ومنك. وقال أحمد: إسناد حديث أبي أمامة إسناد جيد.
وقال علي بن ثابت: سألت مالك بن أنس منذ خمس وثلاثين سنة، وقال: لم يزل يعرف هذا بالمدينة. وروي عن أحمد أنه قال: لا أبتدي به أحدا، وإن قاله أحد رددته عليه".
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في كما في "مجموع الفتاوى" (24/ 253):
"أما التهنئة يوم العيد يقول بعضهم لبعض إذا لقيه بعد صلاة العيد: تقبل الله منا ومنكم، وأحاله الله عليك، ونحو ذلك - فهذا قد روي عن طائفة من الصحابة أنهم كانوا يفعلونه، ورخص فيه الأئمة كأحمد وغيره، لكن قال أحمد: أنا لا أبتدئ أحدًا فإن ابتدأني أحد أجبته؛ وذلك لأن جواب التحية واجب، وأما الابتداء بالتهنئة فليس سنة مأمورًا بها، ولا هو أيضًا مما نهي عنه، فمن فعله فله قدوة، ومن تركه فله قدوة". اهـ.
هذا؛ والله أعلم
- التصنيف:
- المصدر: