مشروعية الجمع بين صلاة المغرب والعشاء لتأخر وقت العشاء فى البلد الموجوده فيه
خالد عبد المنعم الرفاعي
انا سيده اقيم فى بلد اجنبى ووقت صلاة العشاء به يدخل متأخر فى 11 مساء او بعده وخاصة بالصيف فهل يجوز ان اجمع بين المغرب والعشاء.. لتأخر موعده.. واخشى ان انام ولا اصلى العشاء فى موعده
- التصنيفات: فقه الصلاة -
انا سيده اقيم فى بلد اجنبى ووقت صلاة العشاء به يدخل متأخر فى 11 مساء او بعده وخاصة بالصيف فهل يجوز ان اجمع بين المغرب والعشاء.. لتأخر موعده.. واخشى ان انام ولا اصلى العشاء فى موعده
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، ثم أما بعد:
فإن الناظر في سنة النبي صلى الله عليه وسلم يدرك أن الله تعالى شرع جمع الصلاة لرفع الحرج وليس لخصوص السفر، فإذا كان في التفريق حرج جاز الجمع وهو وقت العذر والحاجة، ففي الصحيح عن ابنِ عباسٍ، قالَ: (جَمَعَ رسولُ اللهِ - صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ - بينَ الظهرِ والعصرِ، والمغربِ والعشاءِ بالمدينةِ فى غيرِ خوفٍ ولا مطرٍ)؛ رواهُ مسلمٌ.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في "مجموع الفتاوى" (21/ 432-433):
"يجوز الجمع بين الصلاتين لعذر عند أكثر العلماء؛ كما جمع النبي صلى الله عليه وسلم بين الظهر والعصر بعرفة، وبين المغرب والعشاء بمزدلفة، والجمع في هذين الموضعين ثابت بالسنة المتواترة واتفاق العلماء.
وكذلك ثبت في الصحيح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه كان يجمع في السفر إذا جد به السير، وأنه صلى بالمدينة ثمانيًا جمعا الظهر والعصر،؟ وسبعًا المغرب والعشاء؛ أراد بذلك أن لا يحرِّج أمته. لقوله تعالى: {وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ} [الحج: 78].
فلهذا كان مذهب الإمام أحمد وغيره من العلماء كطائفة من أصحاب مالك وغيره: أنه يجوز الجمع بين الصلاتين إذا كان عليه حرج في التفريق، فيجمع بينهما المريض، وهو مذهب مالك وطائفة من أصحاب الشافعي، ويجوز الجمع بين المغرب والعشاء في المطر عند الجمهور: كمالك والشافعي وأحمد، وقال أحمد: يجمع إذا كان له شغل، وقال القاضي أبو يعلى: إذا كان له عذر يبيح له ترك الجمعة والجماعة جاز الجمع.
فمذهب فقهاء الحجاز وفقهاء الحديث: كمالك والشافعي وأحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه وأبي ثور وابن المنذر وغيرهم يجوز الجمع بين الصلاتين في الجملة، ولا يجوز التفويت بأن يؤخر صلاة النهار إلى الليل وصلاة الليل إلى النهار". اهـ.
إذا تقرر هذا، فإن كان يلحقكِ حرج وضيق أو مشقة من صلاة العشاء في وقتها؛ لتأخر وقتها- فيجوز لك أن تصلي العشاء في وقت المغرب لرفع الحرج وإزالة المشقة،، والله أعلم.