هل يقبل الله التوبة من الربا؟
هل الله سيغفر لي بالرغم من المدة المتبقية من القرض أود أن انتهي من شره و أن أنقذ نفسي من غضب ربي لاكن للأسف لازالت أربع سنوات وليس بمقدوري تسديده الآن فهل المغفرة ممكنة مع استمرار الذنب.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد انا شاب متزوج مغربي الجنسية قليل الراتب الشهري غرني الغرور لعنه الله و أخذت قرضا من البنك لغرض استثماره في شركة للأسف تم النصب علينا و بقي لي نصف المبلغ فقمت ببناء مسكن صغير و مدة القرض ست سنوات و نصف مرت منها سنتان أصبحت فيها حياتي ضنكا و رأيت اية فأذنو بحرب من الله و رسوله رأي العين الآن ثبت و ندمت أشد الندم أود أن أعرف هل الله سيغفر لي بالرغم من المدة المتبقية من القرض أود أن انتهي من شره و أن أنقذ نفسي من غضب ربي لاكن للأسف لازالت أربع سنوات وليس بمقدوري تسديده الآن فهل المغفرة ممكنة مع استمرار الذنب
الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعدُ:
فالله تعالى لا يعجزه ذنب أن يغفره، كما قال الحبر ابن عباس رضي الله عنهما، فالعبد إذا أذنبَ ثُمَّ تاب وصدق في توبته، فإنَّ الله يقبَلُ توبَتَه؛ كما قال عزَّ وجلَّ: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} [الزمر: 53].
قال - تعالى -: {إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُولَئِكَ يَتُوبُ اللهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللهُ عَلِيمًا حَكِيمًا} [النساء: 17].
وقال: {أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} [التوبة: 104]، وقال سبحانه وتعالى: {وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَى} [طـه: 82].
وقال: {وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ . وَيَسْتَجِيبُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَيَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَالْكَافِرُونَ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ } [الشورى: 25، 26].
روى الإمام أحمد والترمذيُّ وابنُ ماجه والحاكمُ، عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (كلُّ ابْنِ آدَمَ خطَّاء، وخَيْرُ الخطَّائين التَّوَّابون).
وروى ابنُ ماجه عن أبي عبَيْدَة بنِ عبداللَّهِ عَن أَبِيهِ قال: قال رسُولُ اللَّهِ - صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّم -: (التَّائِبُ مِن الذَّنبِ كَمَنْ لا ذَنْبَ لَهُ) .
وجميع الأدلة السابقة تشمل جميع الكبائر الربا وغيره، حتَّى الكُفْرِ والشِّرك إذا تابَ صاحبُه واستغفَر وأصلحَ عفا الله عنه ما سَلَف وتاب عليه، ولا بدَّ من أن يَثِقَ العبدُ في ذلك لأنَّ وعْدَ الله لا يُخلَف، وحقُّ الله تعالى في جانب العفو والصفح أرجح، روى الترمذي عن أنسِ بْنِ مالكٍ قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: (قال اللهُ تبارك وتعالى: يا ابْنَ آدَمَ إنَّك ما دَعَوْتَني ورَجَوْتَنِي غفرتُ لك على ما كان فيكَ ولا أُبالي، يا ابنَ آدَمَ لو بلغتْ ذُنُوبُك عَنانَ السَّماء ثمَّ اسْتَغْفرتَنِي غفرتُ لك ولا أبالي، يا ابْنَ آدَمَ إنَّك لو أتيتَنِي بقراب الأرْضِ خطايا ثُمَّ لقيتَنِي لا تُشْرِكُ بي شيئًا لأتيتُك بقرابِها مغفرة).
هذا؛ والله أعلم.
- التصنيف:
- المصدر: