شبهة عن سيدنا سليمان
الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعدُ:
فلا يخفى عليك أن الإيمان بالله تعالى لا يتوقف على مشاهدة بعض آثار الأنبياء عليهم السلام، وكذلك الإيمان بصدق الرسالة المحمدية والدين الإسلامي لا تتوقف على مثل هذا، ففي الصحيحين وغيرهما عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: (ما من الأنبياء نبي إلا أعطي من الآيات ما مثله أومن، أو آمن، عليه البشر، وإنما كان الذي أوتيت وحيا أوحاه الله إلي، فأرجو أني أكثرهم تابعًا يوم القيامة).
فالآيات الدالة على صدق الرسالة كثيرة جدا، ويمكن مراجعة بعضها في كتاب الجواب لمن بدل دين المسيح لشيخ الإسلام ابن تيمية.
ومن أعظم الآيات البينات على صدق الرسالة ما ورد في الحديث السابق، أعني القرآن العظيم فالإسلام هو أكثر الأديان انتشارًا في الشرق والغرب، لهذا السبب، فكل من نظر في المنهج الإسلامي لا يسعه إلا الإسلام أو التكذيب!
أما آثار نبي الله سليمان التي ورد ذكرها في القرآن وفي غيره من الكتب السماوية، فلا شك أنه لو كان وجود هذه الآثار يتعلق به الإيمان بالله أو بصدق الرسالة؛ لأظهرها الله، ولجعلها أية كما فعل سبحانه وتعالى مع فرعون موسى (رمسيس الرابع) قال تعالى: {وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْيًا وَعَدْوًا حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ* آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِين* فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ } [يونس: 90 - 92].
أما تلك الآثار فيحتمل أن تكون مستقرة في قاع البحر، فقاع البحر يتسع لها ولغيرها، وهو لازال مجهولاً لكثير من الباحثين، كما ذهب إليه بعض الباحثين، أو تكون يد الطمس قد امتدت إليها، فمن المعلوم أن الإمبراطورية الرومانية الوثنية هيمنت على مناطق شاسعة من مركز الحضارات القديم، وكانت وكان له دور كبير في تغير الديانة النصرانية وتحريف الإنجيل، وطمس الحضارات القديمة،، والله أعلم.
- المصدر: