الدعاء على النفس بالشر
لقد دعوت على نفسى حيث اقسمت على الله ان لا تقبل التوبه ان تركت الصلاه و شاهدت الاباحيات و انا نادم جدا من هذا الدعاء مع اننى اشك فى انى دعوت على نفسى هذا الدعاء و راود فى ذهنى وساوس انى قلت هذا الدعاء كثيرا بعد هذه الحادثه فانا اعتقد انها وساوس فما حكم هذا الدعاء
لقد دعوت على نفسى حيث اقسمت على الله ان لا تقبل التوبه ان تركت الصلاه و شاهدت الاباحيات و انا نادم جدا من هذا الدعاء مع اننى اشك فى انى دعوت على نفسى هذا الدعاء و راود فى ذهنى وساوس انى قلت هذا الدعاء كثيرا بعد هذه الحادثه فانا اعتقد انها وساوس فما حكم هذا الدعاء و هل يمكن ان يرحمنى ان دعوته ان يتقبل توبتى حيث انى ادعو الله ان يتوب على و يغفر لى و يسامحنى و ان لا يستجيب لدعاء الشر هذا الذى اك انى قلته اصلا فانا ليس عندى اليأس من رحمه الله و اتمنى ان تجيبوا على بسرعه و شكرا
الحمدُ للهِ، والصلاةُ والسلامُ على رسولِ اللهِ، وعلى آلِهِ وصحبِهِ ومن والاهُ، أمَّا بعدُ:
فالحمد الله فإن الله تعالى أخبرنا أن الدعاء عَلَى النفس بالشرِّ لا يُستَجابُ، غير أن الشارع الحكيم سبحانه وتعالى نهى عباده عن الدعاء على النفس؛ فقال - سبحانه -: {وَلَوْ يُعَجِّلُ اللهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجَالَهُمْ بِالْخَيْرِ لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ} [يونس: 11]، قال مجاهد- كما علقه البخاري في صحيحه -: "قولُ الإنسان لولده وماله إذا غضب: اللهم لا تُبارك فيه والعنه، {لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ}، لَأَهلَكَ مَن دُعِيَ عليه، ولَأَماتَهُ".
وقال - تعالى -: {وَيَدْعُ الإنْسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءَهُ بِالْخَيْرِ وَكَانَ الإنْسَانُ عَجُولًا} [الإسراء: 11]؛ أخبَرَ - سبحانه وتعالى - عن عَجَلة الإنسان، ودعائه - أحيانًا - عَلَى نفسه أو ولده أو ماله بالموت، أو الهلاك والدمار واللعنة، ونحو ذلك، فلو استجاب له ربُّه، لهَلَكَ بدعائه.
غير أن الشارع الحكيم نهى عن الدعاء على النفس مخافة أن يوافق الدعاء ساعة إجابة فيستجاب.
قال - صلى الله عليه وسلم -: «لا تَدْعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ، وَلا تَدْعُوا عَلَى أَوْلادِكُمْ، وَلا تَدْعُوا عَلَى أَمْوَالِكُمْ؛ لا تُوَافِقُوا مِنْ اللهِ سَاعَةً يُسْأَلُ فِيهَا عَطَاءً؛ فَيَسْتَجِيبَ لَكُمْ»؛ رواه مسلم.
أي: لا تدعُوا دعاءَ سوءٍ؛ مخافَة أن يوافِقَ دعاؤكم ساعةَ إجابةٍ، فتندموا، ولا ينفعُكم الندم، وكل هذا من جهل الإنسان، وعَجَلَتِهِ؛ حيثُ يَدعُو عَلَى نفسه، أو أولاده، أو ماله، بالشرِّ عند الغضب، ويُبادرُ بذلك الدعاء، كما يُبادرُ بالدعاء في الخير، ولكن اللهَ اللطيفَ الخبيرَ - بِلُطفه ومنِّه وكرمهِ ورحمته - أخْبَرَ أنه يستجيبُ له في الخير، ولا يستجيبُ له في الشرِّ،، والله أعلم.
- التصنيف:
- المصدر: