حكم المبيت بمزدلفة بدل منى أيام التشريق
خالد عبد المنعم الرفاعي
خرجت للحج وعلمت ان المخيم الخاص بالحمله يقع بالمزدلفه وله حكم منى واننا نمكث به يوم التروية وايام التشريق وعلمت ان السنه المبيت بمنى تلك الايام وكنت اريد الخروج مع مجموعه من الحجاج للمبيت بشوارع منى تلك الايام اقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم ولكن لم استطتيع وذلك لوجود زوجتى معى فما الحكم فى ذلك وهل يجب ان ادفع بدم عنى وعن زوجتى
الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعدُ:
إن كان كما ذكرت أنك تركت المبيت بمنى، فيجب عليك دم جبران، يذبح في الحرم ويوزع على فقراء الحرم، وكذلك يجب على زوجتك لو كان بمقدورها الذهاب لمنى، فإن كانت لا تستطيع ترك المخيم والذهاب للمبيت بمنى، سقط عنها الدم؛ والدليل على وجوب الدم ما ثبت عن ابن عباس رضي الله عنهما:" من ترك شيئًا من نسكه فعليه دم".
وقال ابن قدامة في "المغني" - بعد ذكره دم التمتع -: "ويقاس عليه أيضًا كل دم وجب لترك واجب كدم القران، وترك الإحرام من الميقات، والوقوف بعرفة إلى غروب الشمس، والمبيت بمزدلفة، والرمي، والمبيت ليالي منى بها، وطواف الوداع، فالواجب فيه ما استيسر من الهدي، فإن لم يجد فصيام عشرة أيام".
هذا؛ والدليل على وجوب المبيت "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رخص لرعاء الإبل في البيتوتة أن يرموا يوم النحر, ثم يجمعوا رمي يومين بعد يوم النحر, يرمونه في أحدهما"، والرخصة تكون في مقابل الواجب، فدل أن المبيت واجب في حق من لا عذر له .
وأيضًا روى البخاري أن العباس عم النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ استأذنه أن يَبِيت بمكة ليالي مِنَى ومن أجل سِقايته، فأَذِنَ له"، وهو ظاهر في وجوب المبيت، إذ لو كان مستحبًأ لبين له النبي أنه لا حرج عليه في الترك، أو نحو هذا مما يفهم منه الاستحباب،، والله أعلم.