أبي سبب معاناتي

منذ 2019-02-26

لا يجوز للأب أن يؤذي أبناءه لأن الأذية محرمة على المسلم عمومًا، لكن لو أساء إلى الابن فيجب على الابن عدم الرد على إساءته.

السؤال:

ابي من كان سبب خروجي الى الدنيا هو سبب معاناتي في الدنيا لا شيء يرضيه طلباته فوق المستطاع لايأبه لحالنة انا واخوتي خرجت انا واخي من البلد الذي هوا فيه لظلمه وجبروته يعمل اي شيء يضرنا حتى لوكان على حساب حياتنا كنا نعيش في البيت في جحيم امي بسببه حالتها لاتسر صديق ولاعدو حياتنا سب وشتم وكلام ينزل علينا كجبال الكلام كثير لايسعني الكلام عنه لشدته اعلم انه مطلوب مني الصبر عليه وبره واعلم انه ضيع حق الله فينا وانا علينا ان لانضيع حق الله فيه لكني تعبت كثيرا واخاف على نفسي ان تفتن

الإجابة:

الحمدُ للهِ، والصلاةُ والسلامُ على رسولِ اللهِ، وعلى آلِهِ وصحبِهِ ومن والاهُ، أمَّا بعدُ

فلا شك أن الله تعالى حرم على الوالدين ظلم الآباء للأبناء، وتفريطهم للأمانة التي حملهم الله إياها؛ كما قال سبحانه وتعالى {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ} [التحريم: 6]، فالأب مسؤول عن أولاده يوم القيامة كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث المتفق عليه: "والرجل راعٍ في أهله ومسؤول عن رعيته"، وتقصير الأب مع أولاده لا يقتصر عليهم بل هو يسري سريان السم في الأجساد إلى المجتمع.

كما لا يجوز للأب أن يؤذي أبناءه لأن الأذية محرمة على المسلم عمومًا، لكن لو أساء إلى الابن فيجب على الابن عدم الرد على إساءته.

فالوالد إن لم يتق الله تعالى في أبنائه، فلا يكون هذا مسوغًا لقطيعته، أو للتطاول عليه، وإنما ينُصح بغير عقوق ولا شجار.

إذا تقرر هذا، فلا يدفعك ما يفعله والدك للوقوع فيما يبغضه الله من القطيعة، وجاهد نفسك على معاملته بالمعروف، فإن لم تستطع فكف أذاك عنه، فمهما يكن من أمر فإن تقصير الوالد لا يبيح العقوق.

فالواجب على الولد أن يحفظ مقام أبيه ولو أساء إليه، وإذا قصر الوالد في الحقوق التي عليه لأولاده فإن الملام حينئذ الأب، ولا يعني ذلك أن للأبناء أن يقصروا في حقوق الوالدين، بل البر واجب في كل حال ويجب مصاحبتهما بالمعروف، ولو كانا كافرين، قال الله تعالى: {وَإِنْ جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} [العنكبوت: 8]، {إِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا } [لقمان: 15].

فإذا كان كفر الوالدين بالله الخالق الرازق المنعم المتفضل لا يسقط حقهم في البر والإحسان فبالأحرى ألا يسقطه تضييعهما لحق الولد،، والله أعلم.

خالد عبد المنعم الرفاعي

يعمل مفتيًا ومستشارًا شرعيًّا بموقع الألوكة، وموقع طريق الإسلام

  • 4
  • 6
  • 19,620

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً