حكم من أخذ من أراضي الدولة المعدة للسكن
اخذت عدة قطع اراضي سكنيه من الدوله من دون علمها .. وصرت في هم وقمت ببيعها ومبلغها لاادري اين ذهب لحد ما جاني شكوك بأنها حرام السوال ماذا افعل ولو اعترفت سوف اتضرر كثير. فهل التوبه وحدها كافيه دون الاعتراف
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن التائب من الذنب كمن لا ذنب، كما صحّ عن النبي صلى الله عليه وسلم، والعبد المؤمن متى فعل سيئة فإنها تندفع عنه بالتوبة إلى لله تعالى؛ ويستغفر الله تعالى، المراد الاستغفار بالقلب مع اللسان، ففي الحديث: "لا كبيرة مع الاستغفار ولا صغيرة مع الإصرار"، فالإصرار على الصغيرة يصيرها كبيرة، وإذا تاب منها غفرت. قال تعالى: {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ} [آل عمران: 135]،قال الله: {وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ} [الشورى: 25].
كما أن الأعمال الصالحة تمحوها؛ فإن الحسنات يذهبن السيئات،.والعبدَ إذا أذنبَ ثُمَّ تاب مِن ذُنُوبِه وصدق في توبته، فإنَّ الله يقبَلُ توبَتَه؛ كما دلَّ الكتاب والسنة وإجماع العلماء.
فبصدق اللجوء إلى الله، والندم، وتقوية الخوف من الله، يعفو الله عن العبد؛ كما قال - تعالى -: {إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُولَئِكَ يَتُوبُ اللهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللهُ عَلِيمًا حَكِيمًا} [النساء: 17]، وقال: {أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} [التوبة: 104]، وقال: {وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ . وَيَسْتَجِيبُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَيَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَالْكَافِرُونَ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ } [الشورى: 25، 26].
إذا تقرر هذا؛ فالذي يظهر أنه يجب عليك التوبة فيما بينك وبين الله، ولا يجب عليك إخبار المسؤولين بما فعلت، سترًا على نفسك، ثم إنه لا يوجد بحوزتك تلك الأراضي حتى تتنازل عنها للدولة أو ما شابه،، والله أعلم.
- التصنيف:
- المصدر: