حماتي تقول أن زوجي عاق!!
ولكن يجب عليه المضي في صلتها واسترضائها، وسواء رضِيت أم لم ترض، أو قاطعته أم وصلته، ولا يملّ من تكرار المحاولة تلو الأخرى.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وقعت مشاكل مع أم زوجي، لا يسع المجال لسرد تفاصيلها، لكن باختصار شديد، هي مزاجية جدا وتريد أن ينفذ أمرها حتى وان كان غير واقعي وشاق علينا، من باب أنها أم ويجب أن تطاع.. حتى وإن ناقشناها بأدب جم ترفض ولا تتقبل النصح أبدا.. المهم، حدث مرة أن ناقشاها زوجي بالأدلة وهي ترفض تماما ومصرة على موقفها لدرجة أنها كذبته، علما أنه صادق تماما، وعندما أنكر عليها تكذيبها له، قالت له أنا أمك ومن حقي تكذيبك وفعل أي شيء لك، (هذا في حضوري وحضوري أطفالنا) فرد عليها إذن نتحاسب يوم القيامة بين يدي الله تعالى، فلم يعجبها رده.. وعندما ذهب ليسلم عليها قبل سفرنا رفضت أن تسلم عليه.. وبدأت تشيع في أوساط العائلة والمعارف أن ابنها عاق... حاول التواصل معها بعد ذلك بالهاتف، لكنها لا ترد... ولا حول ولا قوة إلا بالله.. ما العمل معها بالله عليكم؟ لا أتحمل أن أسمع هذه الكلمة في حق زوجي، فهو دائما كان بارا بها، وعندما بدأ يناقش معها بالعقل الذي ينافي هواها أصبح عاقا.. ما حكم الشرع في هذا؟ هل من حق أم مزاجية وظالمة أن تصف ابنها بعاق؟؟؟
الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعدُ:
فإن كان الحال كما ذكرت أن زوجك لم يتعمد العقوق، أو قطيعة رحم أمه، وإنما هي من تمانع في الرد عليه، وأن غضبها كان بسبب أنه حاول ارشادها للحق أو الدفاع عن نفسه: فإن كان الأمر كذلك فهو ليس عاقًأ لها، ولكن يجب عليه المضي في صلتها واسترضائها، وسواء رضِيت أم لم ترض، أو قاطعته أم وصلته، ولا يملّ من تكرار المحاولة تلو الأخرى، فإذا أبت وأن يسترضيها، فلا شك أن الإثم عليْها وحْدها، وليكلم من له تأثير عليها ليتوسط للصلح بينهما، وليحذر في المستقبل أن يجادها ثانية، أو يتمارى معها، لأن الظاهر أنها لا تتحمل المخالفة.
هذا؛ ولا يخفى أن الشارع الحكيم جعل للوالدين مزية عن غيرهما من بقية الأرحام، فنهى سبحانه مقاطعتهما لأي سبب حتى الكفر، فنهى فقط عن اتِّباعهما في الكفر أو المعاصي، مع الاستمرار في برِّهما، ولهذا قال سبحانه: {وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا}؛ أي: صحبة إحسان إليهما بالمعروف، والمعروف يَفعلُه الإنسان مع مَن يُحب ومع مَن يكره.
وقال الله تعالى: {وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ * وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا} [لقمان: 14، 15]،
أما تسميتها له بالعاق، فلن تضره شيئًا ما دام حريصًا على برها وصلتها،، والله أعلم.
- التصنيف:
- المصدر: