هل المخلوقات الفضائية موجوده؟
على فرض أن في الفضاء حياة ومخلوقات مكلفة وعاقلة، فلابد أن يكون الله أرسل إليهم رسولًا من أنفسهم، لأنهم والحال كذلك أمة من الأمم.
رأيت في احد المرات ان هناك مخلوقات.فضائية وهذا مذكور في القرآن فهل تلك المخلوقات الفضائية لها نبي ولها كتب سماوية ؟
الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعدُ:
فليس هناك ما يمنع من وجود مخلوقات فضائية، كما أنه ليس في القرآن ولا السنة ما يمنع من وجود حياة على الكواكب الأخرى؛ فالقرآن الكريم قصّ علينا من نبأ يأجوج ومأجوج وأنهم محبوسون في مكان في الأرض، كما دلت السنة على ذلك ولم يتمكن الإنسان من معرفة ذلك المكان، كما أن المسيح الدجال في أحد جزر البحر، ولم يعلم مكانه، فكذلك قد يكون هناك مخلوقات كثيرة ولا نعلم بها. وقد يستدل بالقرآن العظيم على وجود مخلوقات في الفضاء؛ قال الله تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَثَّ فِيهِمَا مِنْ دَابَّةٍ وَهُوَ عَلَى جَمْعِهِمْ إِذَا يَشَاءُ قَدِيرٌ } [الشورى: 29]، قوله تعالى:{وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ } [النحل: 8].
قال صاحب الظلال: "{وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ}، يعقب بها على خلق الأنعام للأكل والحمل والجمال، وخلق الخيل والبغال والحمير للركوب والزينة؛ ليظل المجال مفتوحاً في التصور البشري لتقبل أنماط جديدة من أدوات الحمل والنقل والركوب والزينة، فلا يغلق تصورهم خارج حدود البيئة، وخارج حدود الزمان الذي يظلهم.
فوراء الموجود في كل مكان وزمان صور أخرى، يريد الله للناس أن يتوقعوها فيتسع تصورهم وإدراكهم، ويريد لهم أن يأنسوا بها حين توجد أو حين تكشف فلا يعادوها ولا يجمدوا دون استخدامها والانتفاع بها.
ولا يقولوا: إنما استخدم آباؤنا الأنعام والخيل والبغال والحمير فلا نستخدم سواها، وإنما نص القرآن على هذه الأصناف فلا نستخدم ما عداها!.
إن الإسلام عقيدة مفتوحة مرنة قابلة لاستقبال طاقات الحياة كلها، ومقدرات الحياة كلها ومن ثم يهيِّئ القرآن الأذهان والقلوب لاستقبال كل ما تتمخض عنه القدرة، ويتمخض عنه العلم، ويتمخض عنه المستقبل، استقباله بالوجدان الديني المتفتح المستعد لتلقي كل جديد في عجائب الخلق والعلم والحياة".
وعلى فرض أن في الفضاء حياة ومخلوقات مكلفة وعاقلة، فلابد أن يكون الله أرسل إليهم رسولًا من أنفسهم، لأنهم والحال كذلك أمة من الأمم؛ وقد قال تعالى: { إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِيرٌ } [فاطر: 24]،، والله أعلم.
- التصنيف:
- المصدر: