تبرج الأمهات أمام أولادهم

منذ 2019-04-17

لا يَجوز لبس العاري من الكتفين، أو القَصير إلى حدِّ الرُّكبة، أو البِنطال الضيق كالإسترتش الذي يصف الجسم؛ لأنَّ هذه الأجْزاء من الجسد لا يجوز النَّظر إليْها، فلابدَّ من ستْرِها.

السؤال:

أنا أعانى بشدة ..تلبس أمي فى البيت ملابس متبرجة جدا ومثيرة للغاية (بنطلون ضيق جدا، ملابس تكشف الثدي، ملابس قصيرة جدا، وهكذا. أعرف أنها تفعل ذلك زينة لأبي.  لكن أنا عندي 18 سنة وأعاني من ذلك؛ فأنا أغض بصري في الشوارع وتعودت من زمان طويل على غض البصر خارج البيت وأصبح الأمر طبيعيا بالنسبة لي ولكن فى البيت ماذا أفعل مع أمي؟

هل أغض بصري عن أمي؟ مع أنني فى البيت أجد صعوبة فى ذلك.  كيف أغض بصري عن أمي؟ ذلك يقيد حريتي. كيف أتحدث مع أمي في أي موضوع وأنا أغض بصري عنها؟ كيف أتحدث معها بسهولة وكل ملابسها تجعل كل شيئ ظاهرا. كيف بي أن أتجنبها وأجعل الحديث بيننا محدود؛ لا أستطيع غض البصر، وأجعل شأنها شأن الفتيات خارج البيت وهي من المفترض أقرب الناس إلي.  وأعلم أني من المحارم لأمي فيجوز لها أن تبدي زينتها فى المنزل ولكن أشعر أن ذلك يثير عندي الشهوة جدا للأسف وأحيانا تتثاقل بداخلي الشهوة أياما طويلة لدرجة صعبة لا أتحملها فأتخلص من شهوتي بالعادة السرية للأسف مع علمي بأنها حرام ولكن تغلبني الشهوة. ماذا أفعل !؟ لقد تحيرت كثيرا والأمر يضايقني كثيرا مع العلم بأنني لا أستطيع إطلاقا أن أتحدث مع أبي وأمي بشأن هذا الأمر لأن حيائي يمنعني كما أنهم قد يعنفانى بقسوة مع العلم أيضا أن أمي متدينة وتخشى الله وأبي كذلك.

الإجابة:

الحمدُ للهِ، والصلاةُ والسلامُ على رسولِ اللهِ، وعلى آلِهِ وصحبِهِ ومن والاهُ، أمَّا بعدُ:

فعوْرة الأم أمام أبنائها الذكور والإناث هو جميعُ بدنِها ما عدا ما يَظْهَر عادةً في العمل داخلَ البيت، من الوجْه، واليديْن، والقدمين، وأسفلِ السَّاقين، والرَّأس، والشَّعْر، والعنق؛ وهو مذهب المالكيَّة والحنابلة على المعتمَد، ووجْهٌ عند الشافعيَّة.

فيَحْرُم عليْها كشْف صدرِها وثديَيْها وكتفيها ونحو ذلك عندهم، ويَحْرُم على محارِمِها - كالأخ - رؤية هذه الأعضاء منها، وإن كان من غيْر شهْوة وتلذُّذ، وضبَط الحنابِلة ذلك بأنَّه ما يُسْتَر غالبًا.

واستدلَّ أهْلُ العِلم بما رُوِي عن أنس - رضيَ الله عنْه -: أنَّ النبيَّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - أتى فاطمة بعبدٍ قد وَهَبَه لها، قال: وعلى فاطمة - رضِيَ الله عنها - ثوبٌ إذا قَنَعَت به رأسَها لَم يبلغ رِجْلَيْها، وإذا غطَّت به رِجْلَيْها لم يبلغ رأْسَها، فلمَّا رأى النبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - ما تلْقَى، قال: «إنَّه ليس عليكِ بأسٌ؛ إنَّما هو أبوكِ وغلامكِ» (رواه أبو داود).

أما ضوابط السَّاتر للعوْرة للمرأة في بيتها، سواء كانت أمًا أوبتًا، أو غيرهما: أن يكون ساترًا لجميع البدن إلا أثناء العمل في البيت، وألاَّ يَصِف ولا يشفَّ، فلا يَجوز لبس العاري من الكتفين، أو القَصير إلى حدِّ الرُّكبة، أو البِنطال الضيق كالإسترتش الذي يصف الجسم؛ لأنَّ هذه الأجْزاء من الجسد لا يجوز النَّظر إليْها، فلابدَّ من ستْرِها.

 والسن الذي يجب فيه على الأم الاحتياط من أبنائها هو سن التمييز، وهو في الغالب يكون عند السابعة.

وعليه، فالواجب عليك البحث عن طريقة مناسبة لنصح لوالدتك، مثل أن تحضر كتبًا في عورة المرأة أمام محارمها، أو بعض الفتاوى، أو المواد الصوتية، لا سيما أنك تتأثر سلبًا بالنظر إليها، والذي يظهر من كلامك أن تبرج أمك قد أثار شهوتك، ويدفعك للاستمناء، ولا يخفى عليك حرمة هذا وذاك، فيجب عليك حينئذ الابتعاد عن أماكن تواجد أمك وغض البصر عنها إلا الوجه، وإن لاحظت أمك تصرفك هذا، فأخبرها أنك تستحي من رؤيتها هكذا، وأخبرها حينها أن الفقهاء المتبعين قد حرموا على الأم تلك الملابس أمام محارمها،، والله أعلم.

خالد عبد المنعم الرفاعي

يعمل مفتيًا ومستشارًا شرعيًّا بموقع الألوكة، وموقع طريق الإسلام

  • 85
  • 11
  • 105,713

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً