الزوجة العاصية
خالد عبد المنعم الرفاعي
الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبِه ومَن والاه، أمَّا بعدُ:
فإن كانت الحال كما ذكر الأخ السائل، فإنَّ هذه الزوجة تُعتبر آثمة لتعدِّيها حدودَ اللَّه - عزَّوجلَّ - لنشوزِها على زوجِها، ولسوء عشرتها، فالله تعالى أمر الزوجة بطاعته زوجها في غير معصية الله، وبينت السنة المشرفة أن للزوج من الحقوق ما ليس لأحدٍ، حتى رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: "لو كنتُ آمِرًا أحدًا أن يَسجد لأحد، لأمرتُ المرأة أن تسجُد لزوجها"؛ رواه الترمذي وغيره عن أبي هُريرة.
فيجب عليك أن تنصحها برفق ولين، وتبين لها ما أوجبه الله عليها طاعة زوجها، فإن لم تستجب، فاهجرها في الفراش، فإن لم يجد معها نفعًا، فلك أن تضربها ضربًا غير المبرح الذي لا يكسر عظمًا ولا يشين جارحة، إن كانت ممن يصلح معها هذا العقاب.
قال الله تعالى: {وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا } [النساء: 34].
فإن استمرَّت على حالها ولم ينفع معها الوعظ ولا الهجر ولا الضرب، ورأيت أن استخدام هذه الإجراءات قد لا يجدي، بل سيزيد الشقة بعدًا، والنشوز استعلانًا، ويمزق بقية الخيوط التي لا تزال مربوطة، ففي هذه الحالات أرشدنا الله إلى ما ينقذ الأسرة من الانهيار: {وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا} [النساء: 35]
فأنتم بحاجة إلى تدخل بعض العقلاء لرأب الصدع، فوسِّط أهلَ الخير، فالشارع الحكيم يحث الرجال على عدم الاستسلام لنشوز الزوجة، حفاظًا على الصغار الذين لا ذنب لهم ولا حيلة.
هذا؛ والله أعلم.