حكم خروج المرأة للدراسة في الكلية
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فلا يرتاب عاقل في خطورة الاختلاط الموجود في مجتمعاتنا الإسلامية، وأنه شر قد أحدق بالمسلمين، وأنه يفضي في كثير من الأحيان لمحرمات ومفاسد لا تنكر، كما أن الدراسة في الجامعات المختلطة محفوفة أيضًا بالمخاطر.
ولكن على الرغم من هذه المخاطر فإننا نرى كثيرًا من الشباب والفتيات يجتازون الدراسته بأمان ويحافظوا على ينهم، ويتجنبوا الفتن وشرور الخلطة بفضل الله تعالى، ثم بضوابط الشرع الحنيف، حتى تكون سببًا في توفيق الله لهم، والنجاة من شر الاختلاط.
ولا يخفى على العقلاء أن منع الشباب المتدين من دراسة الدكتوراه أو ما دونها له آثار سلبية على الشباب والمجتمع، لأن الاختلاط عمت به البلوى في جميع المجتمعات الإسلامية، ولو انزوى المتدين عن الدراسة، لفسد حال المجتع شيئًا فشيئًا، ولصار التدين أمار على الجهل بالعلوم الدنيوية، ولا يخغى ما في طيات هذا من عدم قبول المجتمع لهم في الدعوة إلى الله.
فأكثر الناس لا يلتفت إلا إلى ذوي الشهادات، ولا شك أن الحرص على التعليم لنفع النفس والمجتمع، ولقصد التوصل بذلك إلى تمام المطالب الدينية من أمر بمعروف أو نهي عن منكر، من الموجبات للأجر ، لكنه لا بد من تقييد ذلك بالضوابط الشرعية؛ من محافظ الفتاة على الحجاب الكامل، وترك التعطر والتبرج، وتجنبن الجلوس مع الرجال ولا الحديث معهم إلا فيما تدعو إليه الحاجة أو المصلحة الراجحة، والبعد عن كل ما يخدش الحياء.
وعليه فلا مانع شرعًا من إكمال دراسة الدكتوراة بالضوابط والتدابير الشرعية، ولكن إن آنست من نفسك فتنة، أو ميلاً إلى ما لا يرضي الله تعالى، أو خشيت من الوقوع فيما حرم الله، فاتركِ الدراسة؛ فالسلامة في الدين لا يعدلها شيء،، والله أعلم.
- المصدر: