كيف أصلي مع انتشار النجاسة في البيت
السلام عليكم و رحمة اللة و بركاتة انا كنت اعانى من وسوسة شديدة جدا فى الوضوء و الصلاةو الحمد للة بدات اتعافى منها و لاكن فى مشكلة معى الان فى وسواس النجاسة اوقات اجد فى الحمام نقط بول كل يوم من والدى بعد اسنتجاءة و انا متاكدة انة بول اعزكم اللة و يكون احد داس عليها و يمشى على السجاد و نحن نصلى على السجاد و كل ما اقول ل اهلى يبزهقوا منى و ساعات بيتريقوا عليا و انا تعبت من غسيل السجاد كل يوم اعمل اية و هل يجوز انى اصلى على هذا السجاد
الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعدُ:
فلا ريب أن ما تذكره من ظن انتشار النجاسة بسبب البول، نوع من الوسوسة التي يجب قطعها وعدم الاسترسال معها، فشرعُ الله أيسر من هذا وإنما غرض الشيطان هو أن يجعل الإنسان في ضيق وحرج، حتى يترك العبادة.
أما دين الله فيسرٌ كله، وليس فيما شرعه الله مشقة على أحد، والمشقة من حيث هي غيرُ مقصودة للشارع، ولا العمل المؤدِّي إليها مطلوب، والشارع الحكيم لم يقصد إدخال المشقة على عباده؛ كما قال تعالى: {وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ} [الحج: 78]، وقال سبحانه: {يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ} [البقرة: 185].
وعلى فرض أنما تقوله صحيح وأن النجاسة قد انتشرت في المنزل، فتطهير جميعه أمر في غاية المشقة، وعلى فرض صحته، فلا يجب عليكم تطهيره، والواجب عليكم أداء الصلاة على مصلية أو أي فرشة طاهرة، فإن تعسر فصلي كما تيسر لك؛ لأن المشقة تجلب التيسير، والضرر يزال، وإذا ضاق الأمر اتَّسع، وهذه من قواعد الإسلام الكبار.
فاطرح عنكِ تلك الوساوس كلها، وتذكَّر دائمًا أن ما شرَعه الله مِن تكاليف وعبادات وشرائع ملحوظ فيه فطرة الإنسان وطاقته، وهو سبحانه{لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا} [البقرة: 286]، وقال: {مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ} [المائدة: 6]، فالتكاليف الشرعية كلها ميسرة، لا حرج ولا مشقة، وقال صلى الله عليه وسلم - كما في الصحيحين -: ((إذا أمرتُكم بأمرٍ فأتوا منه ما استطعتم، وما نهيتُكم عنه فاجتنبوه)).
واقرأ القرآن بتدبُّر، لا سيما سورة (ق)، فإن لها أثرًا قويًّا في إذهاب الوسواس، وأعرِض عن الوساوس جملة، ولا تلتفت إليها،، والله أعلم.
- المصدر: