التعامل مع الوالد
ينُصح الوالد ويذكر بالله تعالى، بغير عقوق ولا شجار، ويرشد للخَير.
والدي بقاله اكتر من ٢٦ سنه مسافر للخارج بينزل كل فتره شهر او شهرين على حسب اجازاته ف كل مره بيقعد معانا فيها اول الايام بيكون كويس معانا وبعد كده يبدا المشاكل على اتفه الاسباب وبتكون معامتله معانا بشعه شتايم وسب دين وبيخاصمنا انا دلوقتى عندي ٢٤ سنه وانا بنت وحيده وهو قرر يستقر معانا وكالعاده اول اسبوع كان عادي فيها ودلوقتى بقاله اكتر من ثلاث شهور مخاصمنا فيها ومش بيكلم حد فينا ولا ولا والدتى غير انها بس بتحضره الا كل وخلاص دلوقتى يا شيخ انا ماعنديش ولاذكرى حلوة مع ابويا انا بتعامل معاه كانه راجل غريب من كتر قسوة معاملته لينا ومش عارفه احبه وماعنديش طاقه تانى انى اكلمه هو كده بيقى عقوق ياشيخ بس انا مش قادره اكلمه مع انى والله لما كنت بكلمه ماكنتش بعامله وحش وهو قاعد معانا ف البيت بياكل ويشرب وينام بس كانه مش موجود وكانت واحد ماجر من البيت اوضه مش عارفه اتصرف ازاي
الحمدُ للهِ، والصلاةُ والسلامُ عَلَى رسولِ اللهِ، وعَلَى آلِهِ وصحبِهِ وَمَن والاهُ، أمَّا بعدُ:
فلا شك أن ما يفعله والدك خطأ محض؛ وأن سب الدين كفر أكبر مخرج من الملة بإجماع العلماء، وعلى الرغم من قسوة الابتلاء في أحد الوالدين، إلا أنه ليس مبررًا للقطيعة أو العقوق، وإنما ينُصح الوالد ويذكر بالله تعالى، بغير عقوق ولا شجار، ويرشد للخَير، ومما يعين على هذا احتساب الأجر الجزيل عند الله تعالى، وتذكر ما فرضه الله تعالى من حق للوالدين، بل هو من آكَدِ الحقوق على الابن، قال الله: {وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا} [النساء:36].
وَحَذَّرَ - سبحانه وتعالى - من عصيانهما، أو إيذائهما - ولو بأدنى الألفاظ - فقال – تعالى -: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا} [الإسراء:23].
والآيات والأحاديث المصرحة بالأمر ببر الوالدين وطاعتهما كثيرة.
كما يجب عليك أن تنهي والدك عن المنكر، وهذا ليس عقوقًا، بل هو من البر؛ ففي الصحيحين عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "انصر أخاك ظالمًا أو مظلومًا، قالوا: يا رسول الله هذا المظلوم فكيف ننصر الظالم؟ قال: تمنعه من الظلم"، وما يفعله والدك من أشد الظلم لكم ولنفسه، خصوصًا سب الدين فأطلعيه على بعض فتاوى الموقع في هذا الشأن، وليكن أمره بالمعروف ونهيه عن المنكر باللطف واللين.
جاء في كتاب "الآداب الشرعية"(1/ 449):
"قال أحمد في رواية يوسف بن موسى يأمر أبويه بالمعروف وينهاهما عن المنكر، وقال في رواية حنبل إذا رأى أباه على أمر يكرهه يُعلمه بغير عنف ولا إساءة، ولا يغلظ له في الكلام وإلا تركه؛ وليس الأب كالأجنبي، وقال في رواية يعقوب بن يوسف: إذا كان أبواه يبيعان الخمر لم يأكل من طعامهم وخرج عنهم". اهـ.
هذا؛ والله أعلم.
- التصنيف:
- المصدر: