مشكلة تحديد وقت الطهر للصلاة

منذ 2019-05-06
السؤال: السلام عليكم و رحمة الله و بركاته : أنا لدي مشكلة في تحديد وقت طهري من الحيض فأنا مدة نزول الدم عندي هي تقريبا سبعة أيام و في هذا اليوم -أي: اليوم السابع- ينزل مني ذلك السائل الشفاف الذي أعرف من خلاله أن الدم انقطع و يستمر نزول هذا السائل إلى الليل و في اليوم الموالي تبدأ الصفرة تنزل على شكل خيوط من الرحم مع القليل من ذلك السائل الشفاف أما في اليوم التاسع ينزل مني نفس السائل الشفاف الذي نزل في السابع و الذي يخبرني أنني قد طهرت تماما و الذي أعتبره أنا بمثابة القصة البيضاء . فهل في هذه الحالة يفترض علي أن أبدأ صلاتي من اليوم السابع أو أنتظر إلى اليوم التاسع ؟ علما أنني أبتدئ صلاتي بدءا من اليوم التاسع فهل علي إثم ؟ و جزاكم الله كل خير.
الإجابة:

الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبِه ومَن والاه، أمَّا بعدُ:

فالمرأة إذا طهرتْ ورأت الطهر المتيقَّن من الحيْض، برؤية القصَّة البيضاء، وهو ماء أبيض تعرفه النساء، أو بالجفوف، وهو خروج القطنة غير ملوَّثة بالدماء - فما بعد الطهر من كدْرة أو صفْرة، أو نقطة أو رطوبة، فهذا كلُّه ليس بحيض، حتى ترى الحيض المعروف؛ لأن في شهر طهرها؛ لما في ثبت عند البخاري وغيرِه عن أمّ عطية - رضي الله عنها - قالت: "كنَّا لا نعدُّ الكدرة والصفْرة شيئًا"، زاد أبو داود: "بعد الطهر"، وقد بوَّب البخاري بما يقتضي هذه الزّيادة، فقال: "باب الصفرة والكدرة في غير أيَّام الحيض".

ومراد أمّ عطية: أنَّ ذلك كان في زمَن النَّبي - صلَّى الله عليْه وسلَّم - مع اطِّلاعه عليه وتقْريره له، وعلى هذا يكون الحديث له حكْم الرفع، كما نبَّه على ذلك الحافظ ابن حجر في فتح الباري، والحديث يدلُّ بمنطوقِه على أنَّ الصفرة والكدرة في زمَن الطهر ليستا حيضًا، كما يدلُّ بمفهومِه على أنَّهما في زمن الحيض حيض؛ ويدعم هذا المفهوم ما رواه مال في الموطَّأ، وأخرجه البخاري في ترجمة باب عن مرجانة - مولاة عائشة - قالت: "كان النساءُ يَبْعَثْنَ إلى عائشة بالدُّرْجةِ فيها الكُرْسُفُ، فيه الصُّفرَة من دم الحيضة، يَسألْنَها عن الصلاة، فتقول لهن: لا تَعجَلْنَ حتَّى تَرَينَ القَصَّة البيضاءَ - تريد بذلك الطهر من الحيضة".

وعليه؛ فإن ما تشاهدية من كدرة أو صفرة بعد رؤية القصة البيضاء، لا يعد حيضًا، وإنما هو استحاضة، فصلي وصومي وافعلي ما يفعل الطاهرات، ولكن توضئي لكل صلاة،، والله أعلم.  

خالد عبد المنعم الرفاعي

يعمل مفتيًا ومستشارًا شرعيًّا بموقع الألوكة، وموقع طريق الإسلام

  • 35
  • 4
  • 44,528

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً