حكم الوضوء مع بقاء القليل من شحوم وزيوت السيارات
تفعل ما بوسعك لإزالة الشحم ومع ذلك يبقى بعض الشحم على الجلد وتحت الاظافر، فلا يجب عليك أكثر مما تفعل؛ ووضوؤك صحيح؛ وقد دلّ على ذلك عمومات الشريعة، فكل ما يشق التحرز منه، أو يشق على المكلف إزالته يسقط عنه، فالمشقة تجلب التيسير
السلام عليكم انا اشتغل في ورشة تصليح السيارات و عندما يجيئ موعد الصلاة للوضوء اقوم بغسل يدي وحكهما جيدا لكن يبقى بعض الشحم على جلد باطن اليد وتحت الاظافر مع اني افعل ما بوسعي لأزيل تلك الشحوم الباقية اليسيرة وهل بقاء الشحم في الجلد لا يعتبر داخلا معه بما أنه ليس نجس يعني يصبح حكمه حكم الجلد يعني يمر الماء فوق الشحم كأنه فوق الجلد ارجو الإجابة بسرعة جزاكم الله خيرا وشكرا.
الحمدُ للهِ، والصلاةُ والسلامُ على رسولِ اللهِ، وعلى آلِهِ وصحبِهِ ومن والاهُ، أمَّا بعدُ:
فإن كان الحال كما ذكرت، أنك تفعل ما بوسعك لإزالة الشحم ومع ذلك يبقى بعض الشحم على الجلد وتحت الاظافر، فلا يجب عليك أكثر مما تفعل؛ ووضوؤك صحيح؛ وقد دلّ على ذلك عمومات الشريعة، فكل ما يشق التحرز منه، أو يشق على المكلف إزالته يسقط عنه، فالمشقة تجلب التيسير، والحرج مرفوع عن المكلفين؛ قال الله تعالى: { يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ} [البقرة: 185]، وقال: {وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ } [الحج: 78]، قال ابن عباس: "يعني من ضيق"، وقال ابن كثير: "أي: ما كلفكم ما لا تطيقون، وما ألزمكم بشيء فشق عليكم إلا جعل الله لكم فرجًا"، وقال الله تعالى: {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ} [التغابن: 16]، وفي الصحيحين عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "وإذا أمرتكم بأمر، فأتوا منه ما استطعتم"، وأدلة الكتاب والسنة في هذا المعنى كثيرة.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في "الفتاوى الكبرى" (5/ 303): (وإن منع يسير وسخ ظفر ونحوه وصول الماء صحت الطهارة، وهو وجه لأصحابنا، ومثله كل يسير منع وصول الماء حيث كان: كدم، وعجين". اهـ.
وقال المرداوي الحنبلي في كتابه "الإنصاف" (1/ 158): "وقيل: يصح ممن يشق تحرزه منه، كأرباب الصنائع والأعمال الشاقة من الزراعة وغيرها، واختاره في التلخيص". اهـ.
وعليه، فالواجب عليك إزالة الشحم والأوساخ على قدر استطاعتك، وما بيقي بعد ذلك معفو عنه،، والله أعلم.
- التصنيف:
- المصدر: