حكم رمي العلب التي تحوي بقايا طعام لاتؤكل
لو أمكن وضعه للحيوانات أو الطيور، وإلا فلا حرج عليك في وضعه في القمامة، ما دام غير صالح للاستعمال، أو لا يوجد من يستعمله
حينما اكل من الاطعمه المعلبه مثل الزبادي واقوم بانهائه يتبقى بعض البقايا التي لا استطيع اكلها لالتصاقها بالعلبه فهل يجوز رمي هذه العلب بالنفايه ام يعد هذا امتهان للطعام ؟ ام يجب غسلها وازاله مابها ثم رميها شكرا لكم
الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبِه ومَن والاه، أمَّا بعدُ:
فيجب على المسلم عدم إهانة للطعام وصيانته عن الأماكن القذرة وعن الإضاعة، لأن ذلك من شكر نعمة الله تعالى، التي يجب أن تقابل بالشكر عليها وطلب المزيد منها؛ فقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال "أكرموا الخبز"؛ رواه الحاكم، والبيهقي في شعب الإيمان عن عائشة، وحسنه الألباني في صحيح الجامع، وجميع الطعام له حكم الخبز.
ومن إكرام الطعام احترامه ووضعه في بعيدًأ عن النجاسات القاذورات، فتوضع بقايا الطعام في كيس خاص به، لو أمكن وضعه للحيوانات أو الطيور، وإلا فلا حرج عليك في وضعه في القمامة، ما دام غير صالح للاستعمال، أو لا يوجد من يستعمله،
وكذلك الأواني تنظفت من بقايا الطعام فقبل أن تغسل؛ حتى لا تختاط النعمة بالقاذورات فإذا لم يكن فيه شيء من هذا الاختلاط فإنه لا بأس به.
وقد نص بعض أهل العلم على كراهة وطء الطعام كما في "الحاوي للفتاوي" للسيوطي فقال في معرض جواب له عن حكم تقبيل الخبز: "فإن قصد بذلك إكرامه لأجل الأحاديث الواردة في إكرامه فحسن، ودوسه مكروه كراهة شديدة، بل مجرد إلقائه في الأرض من غير دوس مكروه، لحديث ورد في ذلك". اهـ.
إذا تقرر هذا؛ فإن ما يبقى في علبة الزبادي، فيمكن أن يجمع بمعلقة، أو يلعق فقد صح أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر الآكل بلعق أصابعه قبل أن يغسلها أو يمسحها بالمنديل، وأمر بأخذ اللقمة إذا سقطت وإماطة ما عليها وأكلها، ووجد صلى الله عليه وسلم تمرة في الطريق ، فقال :" لولا أني أخشى أن تكون من الصدقة؛ لأكلتها" رواه البخاري.
فدلت هذه الأدلة وغيرها على احترام النعم عمومًا، وعدم إلقاء شيء من الطعام في المواضع القذرة أو النجسة، وأن النعم تصان وتحترم.
وما بقي بعد ذلك في العلبة فهو يسير يعفى عنه، ولا يشرع غلس العلبة،،، والله أعلم.
- التصنيف:
- المصدر: