حكم تعليق الصور على الجدران
الحمد لله والصلاة، والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد:
فإن تعليق الصور ذواتِ الأرواح على الجدران لا يجوز، سواء كان أو للأجداد أو الصالحين، أو كانت للذكرى، أو غير ذلك، وهو موجب لغضب الله ورسوله، ومانع من دخول الملائكة؛ ففي الصحيحين عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ المُؤْمِنِينَ - رَضِيَ اللهُ عَنْهَا -: أَنَّهَا اشْتَرَتْ نُمْرُقَةً فِيهَا تَصَاوِيرُ، فَلَمَّا رَآهَا رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَامَ عَلَى البَابِ، فَلَمْ يَدْخُلْهُ، فَعَرَفْتُ فِي وَجْهِهِ الكَرَاهِيَةَ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَتُوبُ إِلَى اللهِ، وَإِلَى رَسُولِهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مَاذَا أَذْنَبْتُ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَا بَالُ هَذِهِ النُّمْرُقَةِ؟"، قُلْتُ: اشْتَرَيْتُهَا لَكَ؛ لِتَقْعُدَ عَلَيْهَا، وَتَوَسَّدَهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِنَّ أَصْحَابَ هَذِهِ الصُّوَرِ يَوْمَ القِيَامَةِ يُعَذَّبُونَ، فَيُقَالُ لَهُمْ: أَحْيُوا مَا خَلَقْتُمْ".
وفي الصحيح عنها أنها قالت: دخل عَلَيَّ رسول اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وقد سَتَرْتُ سَهْوَةً لي بِقِرَامٍ فيه تَمَاثِيلُ، فلما رَآهُ هَتَكَهُ (نزعه) وَتَلَوَّنَ وَجْهُهُ، وقال: "يا عَائِشَةُ، أَشَدُّ الناس عَذَاباً عِنْدَ اللَّهِ يوم الْقِيَامَةِ الَّذِينَ يُضَاهُونَ بِخَلْقِ اللَّهِ"، قالت عَائِشَةُ: "فَقَطَعْنَاهُ فَجَعَلْنَا منه وِسَادَةً، أو وِسَادَتَيْنِ.
وفي الصحيحين عن أبي طَلْحَةَ - رضي الله عَنه- عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "لاَ تَدْخُلُ الْمَلائِكَةُ بَيْتًا فيه كَلْبٌ، ولا صُورَةٌ".
إذا تقرر هذا؛ فلا يجوز اقتناء الصور أو تعليقها على الجدارن، أو وضعها في ألبوم؛ لأن ذلك ليس بغرض معتبر شرعًا،، والله أعلم.
- المصدر: