العهد مع الله مقابل شفاء المرض
خالد عبد المنعم الرفاعي
السلام عليكم هل يجوز معاهدة الله على ترك الحرام او الاقبال اليه وبالمقابل ان يشفي شخص عزيز علي ؟ شكرا
الحمدُ للهِ، والصلاةُ والسلامُ على رسولِ اللهِ، وعلى آلِهِ وصحبِهِ ومن والاهُ، أمَّا بعدُ:
فإن معاهدة الله على ترك الحرام مقابل شفاء المريض؛ هو نذر معنى وإن كان اللفظ خرج مخرج العهد مع الله، ولو وقع النذر وجب الوفاء به؛ لأن العبر في الشريعة بالمعاني والمقاصد، فالأمور بمقاصدها، "وقاعدة الشريعة التي لا يجوز هدمها: أن المقاصد والاعتقادات معتبرة في التصرفات والعبادات، كما هي معتبره في التقربات والعبادات، قاله العلامة ابن القيم في "إعلام الموقعين".
وقد نص على هذا شيخ الإسلام ابن تيمية فقال في "مجموع الفتاوى":
"فنذر التبرر مثل أن يكون مقصود الناذر حصول الشرط، ويلتزم فعل الجزاء شكرًا لله تعالى؛ كقوله: إن شفى الله مريضي فعلي أن أصوم كذا أو أتصدق بكذا أو نحو ذلك، فهذا النذر عليه أن يوفي به؛ كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "من نذر أن يطيع الله فليطعه، ومن نذر أن يعصي الله فلا يعصه"؛ رواه البخاري". اهـ.
وننبه السائل الكريم إلى أنه لا ينبغي الإقدام على النذر، فمن يظن أن النذر سبب في دفع البلاء وحصول النعماء، أو أن حاجته إنما قضيت بالنذر، فقد كذب على الله ورسوله؛ ففي الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم – "أنه نهى عن النذر وقال إنه لا يأتي بخير وإنما يستخرج به من البخيل"، وفي رواية: "فإن النذر يلقي ابن آدم إلى القدر"، فما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، وما شاء الناس لا يكون إلا أن يشاء الله، فالله تعالى إن لم يكمل الأسباب، ويدفع الموانع، لم يحصل المقصود.
وعليه، فإن كان الأخ السائل لم يوقع النذر فليصرف نظهره عنه لنهي الشارع الحكيم عنه،، والله أعلم.