حطيبتي تركتني وخطبت لغيري

منذ 2019-07-29
السؤال:

السلام عليكم ، انا شاب اعيش في المانيا واحببت فتاة وكنت اريدها زوجة صالحة وهي مسلمة وهي تريدني لها وقد ارسلت عائلتي ليتقدمو لها الفتاه توجد في بلد اخر عائلة الفتاة وافقو في بداية الامر وبعد ذالك تحادثنا مع بعضنا مدة شهر بعلم اسرتها والفتاة تريدني ارسلت عائلتي مرة اخرى لكن اتصلو بي عائلة الفتاه وقالو لي لا يوجد نصيب واتصلت بي الفتاة وقالت لي نفس الكلام وانا احبها وبعد ذالك مضى عشرة ايام ل ارى ان الفتاة التي احببتها قد انخطبت من شخص اخر وانا حزين لماذا اسرتها فعلو ذالك

الإجابة:

ولا حيلة له في دفعها، ولذلك صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "المؤمن القوي، خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كل خير احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجِز، وإن أصابك شيء، فلا تقل لو أني فعلت كان كذا وكذا، ولكن قل قدر الله وما شاء فعل، فإن لو تفتح عمل الشيطان"، فبعد وقوع المكروه يحتج المسلم بالقدر على المصيبة، فهو من التوحيد، ومعرفة أسماء الرب وصفاته، فما أحل بك كان مكتوبًا قبل خلقك، والقدر يحتج به في المصائب دون المعائب، ولذلك كان الإيمان بالقضاء والقدر في الأمور التي تجري على الإنسان ولا حيلة له لدفعها، كما في الحديث الصحيح: "ماض في حكمك، عدل في قضاؤك"، فقضاؤه هو أمره الكوني، وهو عدل كله، غير ظالم لعبده، بل لا يخرج فيها عن موجب العدل والإحسان، وأمره بالعدل يتناول الأمر الشرعي الديني والأمر القدري الكوني، وكلاهما عدل لا جور فيه بوجه ما، وقضاؤه وقدره القائم به حق وعدل، وإن كان في المقضي المقدر ما هو جور وظلم فالقضاء غير المقضي، والقدر غير المقدر.

قال الإمام ابن تيمية في "مجموع الفتاوى" (8/ 178):

 "فإن الإنسان ليس مأمورًا أن ينظر إلى القدر عندما يؤمر به من الأفعال، ولكن عند ما يجري عليه من المصائب التي لا حيلة له في دفعها، فما أصابك بفعل الآدميين أو بغير فعلهم اصبر عليه وارض وسلم؛ قال تعالى: {مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ} [التغابن: 11]، قال بعض السلف - إما ابن مسعود وإما علقمة -: هو الرجل تصيبه المصيبة فيعلم أنها من عند الله فيرضى ويسلم، ولهذا قال آدم لموسى: "أتلومني على أمر قدره الله علي قبل أن أخلق بأربعين سنة، فحجَّ آدمُ موسى؛ لأن موسى قال له: لماذا أخرجتنا ونفسك من الجنة؟ فلامه على المصيبة التي حصلت بسبب فعله، لا لأجل كونها ذنبا، ولهذا احتج عليه آدم بالقدر".

إذا عرف هذا فليس أمامك إلا الصبر، والبحث عن زوجة غيرها، فحكم الله تعالى نافذ وجار عليك شئت أم أبيت، وإذا حكم فيك بحكم لم يستطع غيره برده أبدًا، فالله تعالى موصوف بكمال القدرة، والإنسان موصوف بغاية العجز والضعف، وإذا حكم في عبده بحكم مضى حكمه فيه ولا بد، وكل حكم نافذ فهو عدل محض، لا جور فيها ولا ظلم بوجه من الوجوه، كما قال سبحانه حكاية عن نبيه هود: {إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُمْ مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ}،، والله أعلم.

خالد عبد المنعم الرفاعي

يعمل مفتيًا ومستشارًا شرعيًّا بموقع الألوكة، وموقع طريق الإسلام

  • 0
  • 0
  • 4,942

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً