امي ماتت وهجرها زوجها هل يقع طلاقها
خالد عبد المنعم الرفاعي
امي متزوجه مقيم يماني ومرضة بالجلطه وسافرالزوج ولم يعد هل تعتبرمطلقه
الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعدُ:
فإن كان زوج أمك قد هجرها حتى انقطعت أخباره، فله حكم المفقود؛ وقد ثبت عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب أنه أجَّل امرأة المفقود أربع سنين وأمرها أن تتزوج بعد ذلك؛ ثم قدم المفقود خيره عمر بين امرأته وبين مهرها.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في "مجموع الفتاوى" (20/ 576):
"ومن خالف عمر لم يهتد إلى ما اهتدى إليه عمر، ولم يكن له من الخبرة بالقياس الصحيح مثل خبرة عمر؛ فإن هذا مبني على أصل وهو وقف العقود إذا تصرف الرجل في حق الغير بغير إذنه: هل يقع تصرفه مردودا أو موقوفا على إجازته؟ على قولين مشهورين هما روايتان عن أحمد". اهـ.
وقال ابن القيم في "إعلام الموقعين"(2/ 27):
"قد ثبت عن عمر بن الخطاب أنه أجل امرأته أربع سنين، وأمرها أن تتزوج، فقدم المفقود بعد ذلك فخيره عمر بين امرأته وبين مهرها؛ فذهب الإمام أحمد إلى ذلك، وقال: ما أدري من ذهب إلى غير ذلك إلى أي شيء يذهب، وقال أبو داود في مسائله: سمعت أحمد - وقيل له: في نفسك شيء من المفقود؟ فقال: ما في نفسي منه شيء، هذا خمسة من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمروها أن تتربص". اهـ.
أما إن لم تنقطع أخباره فليس له حكم المفقود.
إذا عرف هذا؛ ظهر أن غياب الزوج لا يعتبر طلاقًا، سواء انقطعت أخباره أم لا، ولكن لو غاب عنها أربع سنوات متصلة، فللقاضي أن يفسخ نكاحها إن رغبت في الزواج من غيره، وليس مجرد الهجر طلاقًا،، والله أعلم.