حكم التواجد في مكان به منكرات
ما حكم وجودي في مجلس تملأه المعاصي ولكنني لا أستطيع مغادرته كوجودي في المدرسة؟ اي بذلك لم انكر المنكر لا بيدي ولا بلساني ولا بقلبي... وما هو حكم مرافقة اهل المعاصي؟
الحمدُ للهِ، والصلاةُ والسلامُ على رسولِ اللهِ، وعلى آلِهِ وصحبِهِ ومن والاهُ، أمَّا بعدُ:
فإن شرط التكليف الاستطاعة، قال الله تعالى: {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ} [التغابن: 16]، واختلاط الطلاب بالطالبات والمدرسين بالمدرسات في دور التعليم محرمٌ؛ لما يفضي إليه من الفتنة، وإثارة الشهوة، والوقوع في الفاحشة، خصوصًا مع لبس الفتيات للملاابس الضيقة تحدد أعضاءهن.
ولكن لا يخفى أن الضرر المترتب على تركه الدراسة أكبر خطورة من الدراسة المختلطة؛ لا سيما إذا كانوا لا يجدون سبيلا آخر للتعليم، لكن يجب التمسك بالضوابط الشرعية، وعدم الكلام مع الفتيات، والحديث معهم إلا فيما تدعو إليه الحاجة الشديدة أو المصلحة الراجحة، وتجنب الجلوس بجوارهن، والبعد عن كل ما يخدش الحياء.
ومن آنس من نفسه - مع كل هذه الضوابط والتدابير - ميلاً إلى مالا يرضي الله تعالى، أو خشي من الانحراف أو الوقوع فيما حرم= فليترك الدراسة ولا يغامر بدينه فالسلامة في الدين لا يعدلها شيء؛ وقد قال تعالى: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا} [الطلاق: 4]،، والله أعلم.
- المصدر: