حكم كرامات لاولياء الخارقة للعادة
السلام عليكم انا شاب ابلغ من العمر 16عام لقد قالى لى فى المدرسة ان سنن اللة لاتتغير ولاتتبدل با معنى مثل ان الرجل لايمكن ان ينزل عليه المال من السماء ولا للعقيم يمكن ان ينجب ولكن لقد نظرت الى معجزات لانبياء وكرامات لاولياء وهدا يخالف قول اللة سنن اللة لاتتبدل ولاتتغير هل خوارق العادات يمكن لى اى عبد الدعاء بة ام انهو لاولياء فقط وهل الكرامات يمكن ان تحدث لامنيات الدنيا ام انها لنصرت الدين فقط اتمنا لافادة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد سبق أن بينا معنى كرامات الأولياء وخوارق العادات وأنها من نفس جنس معجزات الأنبياء وأنه ليس في الشرع والعقل ما يمنع من حدوثها لأحد من، في فتوى: "إمكانية حصول المعجزة".
أما كون المعجزة أو الكرامة مخالفة لسنن الطبيعة، وخواص المادة، وقانون الأسباب والمسبّبات، فهذا من معنى المعجزة، وقد بين هذا جميع من تكلم في هذا من أهل العلم.
فكما فَرَق الله البحرَ لموسى وجعل النار بردًا وسلامًا على إبراهيم وسخَّرَ الريحَ والجنَّ لسليمان، وخلق المسيح عيسى ابتداءً بقوله كن، لم يخلقه على الوجه الذي خلق عليه غيره من البشر بعادة الله في مخلوقاته، والمسيح خلق بخرق العادة، فكوَّنه بكلمته، فإنه سبحانه خلق النوع البشري على الوجوه الممكنة؛ خلق بعضه من غير ذكر ولا أنثى وهو آدم، وخلق بعضه من ذكر بلا أنثى وهو حواء، وخلق بعضه من أنثى بلا ذكر وهو المسيح، وخلق سائر الزوجين من الذكر والأنثى.
والحكمة من خرق العادة المضطردة هو الدلائل اليقينيّة على صدق الرسل؛ فإنّ رتبة الرسالة ذات شأن عظيم؛ إذ هي الواسطة بين الخالق والمخلوق، والعابد والمعبود، وعليها تترتب سعادة المصدّقين، وشقاوة المكذّبين في كلتا الدارين، ولمزيد بيان يراجع كتاب "النبوات"، ورسالة الفرقان، لابن تيمية،، والله أعلم.
- المصدر: