حكم غسل الملابس المتنجسة مع الملابس الطاهرة
هل تنتقل النجاسة من الثياب التى غسلت مع ملابس أخرى بها نجاسة الى ملابس طاهرة؟ وهل إذا ارتديتها تنقل النجاسة إلى جسمى ؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فإن النَّجاسة متى زالت بأي وجهٍ كان، زال حُكمُها، فإن الحُكم إذا ثَبَتَ بِعِلَّةٍ زال بزوالها، والسُّنَّة المطهرة قد دلت على أن الثياب المتنجسة إذا غسلت بالماء طهرت كما في الحديث الصحيح عن أسماء بنت أبي بكر أنها قالت: سألت امرأة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله، أرأيت إحدانا إذا أصاب ثوبها الدم من الحيضة كيف تصنع؟ قال: "حُتِّيه ثم اقْرُصيه ثم اغسليه بالماء"؛ رواه أبو داود، وقوله في آنية المجوس: "ارْحَضُوها ثم اغسِلوها بالماء"، وقوله في حديث الأعرابي الذي بال في المسجد: "صبُّوا على بوله ذَنُوبًا من ماء"، فأمر بالإزالة بالماء، فدل على أن الملابس المتنجسة إذا غسلت تطهر ولا تنجس ما غسل معها، حتى أن الإزالة بالماء قد يَبقى معها لونُ النجاسة، فيُعفَى عنه، كما قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "يَكفيك الماء ولا يَضرك أثرُه".
أيضًا فإن الماء إذا لاقى النجاسة لا يتنجس؛ كما روى أحمد وأبو داود والترمذي عن أبي سعيد الخدري ، قال رسول الله رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الماء طهور، لا ينجسه شيء".
أما الملابس المتنجسة إذا لمست البدن، فلا تنتقل النجاسة؛ عند مُلاَقَاةِ الجافِّ النَّجِس للجافِّ الطَّاهِر؛ فإنه لا يصير نجساً بمجرد الملاقاة، كما في القاعدة الفقهية التي ذكرها صاحب "الأشباه والنظائر"، حيث قال : "النَّجِسُ إذا لاقَى شَيئاً طَاهِراً وهما جَافَّان لا ينجسه"،، والله أعلم.
- المصدر: