هل السحور في غير رمضان بدعة
هل السحور في غير أيام رمضان بدعة؟ علما أني لو صمت يوم كالإثنين مثلا بدون سحور أجد مشقة غير عادية
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الأصل في الشريعة الإسلامية تساوي الفرض والنفل في الأحكام إلا في فروق مذكورة في كتب الفروع الفقهية، ومن أظهر الأدلة على هذا الأصل أن الصحابة رضي الله عنهم حينما كانوا إذا فرقوا بينهما يذكرون دليل التخصيص، واستثناؤهم هذا يدل على أن لولا الدليل الخاص لاستوت الفرائض والنوافل.
هذا؛ ومن تأمل النصوص الواردةفي صوم الفرض والنفل علم أنهما يختلفان في سائر الأحكام مثل من أكل أو شرب ناسيًا، غير أن الصائم فرضًا يلزمه الإتمام، والصائم نفلاً يستحب له الإتمام؛ لأن المتطوع أمير نفسه، إن شاء أتم صومه وإن شاء.
إذا تقرر هذا فالسحور مستحب في صيام الفرض والنفل، ويكره للصائم تعمد ترك السحور؛ لأنه خلاف ما أرشد إليه النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: "تسحروا فإن في السحور بركة"؛ متفق عليه، وقوله صلى الله عليه وسلم: "فصل ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب أُكلة السحر"؛ رواه مسلم وأحمد ، وقوله صلى الله عليه وسلم: "إن الله وملائكته يصلون على المتسحرين"؛ رواه ابن حبان
قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري: إن البركة في السحور تحصل بجهات متعددة: وهي اتباع السنة ومخالفة أهل الكتاب، والتقوي به على العبادة، والزيادة في النشاط، ومدافعة سوء الخلق الذي يثيره الجوع، والتسبب بالصدقة على من يسأل إذ ذاك أو يجتمع معه على الأكل، والتسبب للذكر والدعاء وقت مظنة الإجابة، وتدارك نية الصوم لمن أغفلها قبل أن ينام، قال ابن دقيق العيد: هذه البركة يجوز أن تعود إلى الأمور الأخروية، فإن إقامة السنة توجب الأجر وزيادته، ويحتمل أن يعود إلى الأمور الدنيوية، كقوة البدن على الصوم وتيسيره من غير إضرار بالصائم. اهـ
ومن زعم أن البركة التي في السحور لصيام افرض طولب علىذلك بالدليل،، والله أعلم.
- المصدر: