حكم من أرسل لصديقه صوره امرأه فانحرف

منذ 2020-04-13
السؤال:

انا رسلت لصديقي صوره امرأه بغرض نكته او ماشابه ولاكنه دخل على حسابها واستمناء على صورها وفيديوهاتها المخله وانا لما علمت بفعله حذفت الطريقه اللتي كانت توصله لها ولاكنه بحث عنها ووجد حسابها وكل ما استمناء يأتي ويقول لي انت السبب ويلومني ويقولي انت تتحمل الذنب وقلت له احذف حسابها ويرفض مرارا هل فعلا انا اتحمل الذنب ؟ واذا اتحمل الذنب كيف اتخلص منه ؟

الإجابة:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، ثم أما بعد:

فلا شك أنك أخطأت بإرسال صورة المرأة لصديقك؛ لأن هذا من أعان على المحرم كان شريكًا في الإثم، ومن ثمّ نهى الله تعالى عن عباده عن ذلك؛ فقال تعالى: {وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} [المائدة:2]، وقال سبحانه: {وَلاَ تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا} [الأعراف: 56]، فالشريعةُ إذا حَرَّمَتْ شيئًا حَرَّمَتْ كلَّ ما يعين عليه، والمسلم يجب عليه الكف عن المعصية، وإعانة غيره على تركه.

ومِن الأحاديث الجامعة في هذا الباب قولُه صلى الله عليه وسلم: "مَن دعَا إلى هدى كان له مِن الأجر مثل أجور مَن تبِعه، لا ينقص ذلك مِن أُجورهم شيئًا، ومَن دعا إلى ضلالةٍ كان عليه من الإثم مثل آثام مَن تبعه، لا ينقص ذلك مِن آثامِهم شيئًا"؛ رواه مسلم، وروى أيضًا عن جرير بن عبد الله البجلي في حديث طويل، وفيه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من سن في الإسلام سنة حسنة، فله أجرها وأجر من عمل بها بعده، من غير أن ينقص من أجورهم شيئًا، ومن سن في الإسلام سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها بعده، من غير أن ينقص من أوزارهم شيئًا"، وقد قال تعالى: {لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلَا سَاءَ مَا يَزِرُونَ} [النحل: 25].

 أما زعم صديقك أنك تتحمل الذنب فهو من الأماني، فالله تعالى أقام الحجة على جميع الخلق، فلا يحمل أحد ذنب أحد، فالذنب الذي فعله التابع له حصته من الإثم، لأنه هو من فعله وباشره، وإثم المتبوع لأنه تسبب في فعله ودعا إليه؛ وقد أبطل الله هذه الدعاوى فقال سبحانه: {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا اتَّبِعُوا سَبِيلَنَا وَلْنَحْمِلْ خَطَايَاكُمْ وَمَا هُمْ بِحَامِلِينَ مِنْ خَطَايَاهُمْ مِنْ شَيْءٍ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ* وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالًا مَعَ أَثْقَالِهِمْ وَلَيُسْأَلُنَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَمَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ}[العنكبوت: 12، 13].

أما ما يجب عليك فهو التوبة الصادقة، والعزم على عدم العود لمثل هذا في المستقبل، والإكثار من الأعمال الصالحة،، والله أعلم.

خالد عبد المنعم الرفاعي

يعمل مفتيًا ومستشارًا شرعيًّا بموقع الألوكة، وموقع طريق الإسلام

  • 6
  • 0
  • 3,055

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً