هل الطلاق جائز اذا كانت الزوجة عنيدة
السلام عليكم أما بعد تزوجت واكتشفت بعد الزواج ان زوجتي عنيدة جدا جدا ونكدية .. وصبرت ورزقني الله بطفلة لكن اعتقد انه قد بلغ السيل الزبى.. لم أعد اتحمل عنادها... بدأت في بادئ الأمر اتهرب من المناقشات معها دون جدوى.. وحتى صرت أحدث نفسي في هذا الأمر.. وقد ملكت قناعة اني بحاجة إلى ثلاثة دقائق من التكلم معها حتى افقد اعصابي فطريقة كلامها دائما فيه ندية ونكدية وربنا الله هي مواظبة جدا على العبادات وتقوم باعمال البيت وهذا ما حملني على الصبر ولا تودي الواجبات الزوجية الاخرى الا نادرا وقد زادت الأمور عن القدر المحتمل الذي استطيع فيه الصبر لا أذكر اني شهدت يوما واحدا بحياة مرحة او لطيفة ووفي ختام الأمر اعتقد انه يحق لي ان شاء الله احيى حياة كريمة خارجة عن النكد والندية والجدل اليومي الذي لم أعد اطيقه واخاف ان أظلم نفسي واظلمها بهذه الحياة حتى وصلت بقناعة ان شاء الله البداية من جديد من أي امرأة أخرى سوف يكون أفضل بكثير
الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعدُ:
فالحياةُ الزوجيةُ كغيرها مِن الأمور الاجتماعية تحيَا وتَتَرَعْرَع بالحبِّ والتفاهُم وحُسْن الخُلُق، وأداء الحقوق ومراعاة شريك الحياة، ولكن لا تَصْلُح بالقهر، ولا تقوم بالكره، ولا برغبة بعض الأطراف في الاستمرار، فالأسرة القويَّة التي تُحقِّق منهج الله في الأرض يقوم كيانُها على الحب والتكافل، واختفاء مشاعر الأثرة والأنا، وتتضاعَف فيها مشاعرُ الإيثار، ويجد الزوجان فيها الطمأنينة والراحة والستر والإحصان والصيانة والهدوء؛ كما قال الله تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً} [الروم: 21]، وقال: {هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ} [البقرة: 187].
وما أعظم قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه لرجلٍ أراد أن يُطَلِّق زوجه؛ لأنه لا يُحبها: (ويحك! ألم تبن البيوت إلا على الحب؟ فأين الرعاية وأين التذمُّم؟).
فقبل إتخاذ قرار الطلاق ينبغي السعي مع زوجتك للصلح عملًا بقوله تعالى: {وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا } [النساء: 35].
ولتجعل الطلاق هو آخر الحلول وليس أولها؛ فالإسلام أباحه في أضْيق الحدود، بعد فشل جميع محاولات التوفيق؛ وبيّن النبي صلى الله عليه وسلم أنه الغاية التي يريدها الشيطانُ؛ فقد روى مسلم عن جابر مرفوعًا: "إن إبليس يضع عرشه على الماء، ثم يبعث سراياه، فأدناهم منه منزلة أعظمهم فتنة، يجئ أحدهم فيقول: فعلتُ كذا وكذا، فيقول: ما صنعتَ شيئًا، قال: ثم يجئ أحدهم فيقول: ما تركتُه حتى فرقت بينه وبين امرأته، قال: فيُدنيه منه، ويقول: نِعْم أنت!".
قال شيخُ الإسلامِ ابن تيميَّة - رحمه الله -: "الأصل في الطَّلاق الحظر، وإنَّما أُبيح منه قدْر الحاجة".
فإن لمستِ من زوجتك بعد المحاولات استمرار في العناد وإصرار على مواقفها السلبية، فلا تَتَرَدَّدي في الطلاق؛ لأنَّ الاستمرار والحال كذلك ضياعٌ للعمر، وإهدارٌ للوقت فيما لا طائل مِن ورائه،، والله أعلم.
- المصدر: